بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني. فهما على ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي فقال له العباس: إن شيبة فاخرني فزعم أنه أشرف مني فقال: فما قلت له يا عماه؟ قال: قلت: أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منك.
فقال لشيبة: ماذا قلت أنت يا شيبة؟ قال قلت: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته و خازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني. قال فقال لهما: اجعلاني معكما فخرا، قال: نعم قال:
فأنا أشرف منكما أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة وهاجر وجاهد.
وانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي فأخبر كل واحد منهم بمفخره فما أجابهم النبي بشئ فانصرفوا عنه، فنزل جبرئيل عليه السلام بالوحي بعد أيام فيهم، فأرسل النبي إليهم ثلاثتهم حتى أوتوه فقرأ عليهم: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر. الآية.
حديث هذه المفاخرة ونزول الآية فيها أخرجه كثير من الحفاظ والعلماء مجملا ومفصلا منهم: الواحدي في أسباب النزول ص 182 نقلا عن الحسن والشعبي والقرظي] القرطبي في تفسيره 8 ص 91 عن السدي. الرازي في تفسيره 4 ص 422. الخازن في تفسير 2 ص 221 قال: وقال الشعبي ومحمد بن كعب القرظي: نزلت في علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وطلحة بن أبي شيبة، افتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه. وقال العباس: وأنا صاحب السقاية والقيام عليها. وقال علي: ما أدري ما تقولون، لقد صليت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله هذه الآية.
ومنهم: أبو البركات النسفي في تفسير 2 ص 221. الحموي في " الفرايد " في الباب الواحد والأربعين بإسناده عن أنس. ابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " ص 123 من طريق الواحدي عن الحسن والشعبي والقرظي م - جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين]. الكنجي في " الكفاية " ص 113 من طريق ابن جرير وابن عساكر عن أنس بلفظ المذكور. ابن كثير الشامي في تفسير 2 ص 341 عن الحافظ عبد الرزاق بإسناده عن الشعبي، ومن طريق ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي، وعن السدي وفيه: افتخر علي والعباس وشيبة كما مر، ومن طريق