وكل ذلك أصبح من الضروري للباحث أن يعلمه ويفقهه لا ليثير خلافا، ولا لينبش أحقادا، وإنما ليبين للناس: ما هو الحق؟! ومن هم شيعة المرتضى؟! ومن أين أتاهم ذلك الحب للبيت الطاهر النبوي؟! وما منشأ العاطفة؟! وما هي الأشياء التي نسبت إليهم إفكا وزورا؟!
نعم للباحث أن يعلم هذا ويسير وراء الوعي ويدع العاطفة جانبا ويأخذ من أخطاء الماضي درسا للحاضر ووصايا لأبناء هذا الجيل تكلمهم: أن الخلاف منشأ التفرقة، وأن التباغض معول يهدم الوحدة، ويقضي علي الاعتصام، ويدع المسلمين لأحب بينهم ولا إخاء يجمعهم، كل يعمل لمصلحة قومه، وتدعيم آراء من يحب، ويدعون ناحية الأخلاق، ولا يقيمون لها وزنا.
فبالأخلاق تعرف الأمم، وبالأخلاق يكون السمو، وعليها يبنى العز، وبغيرها فلا نجاح لنا، وطالما الرسول الأعظم وآله الأطهار دعونا إليه، وحضونا على التمسك، بالاتحاد، والقران ينادي: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ويقول إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا تزر وازرة وزر أخرى. اتقوا وكنوا مع الصادقين.
وإنني لا يسمعني قبل أن يجف القلم إلا أن أقوم بما يجب علي من تقديم الشكر و الثناء على جهود مؤلفه العلامة الحجة سماحة الشيخ عبدا لحسين أحمد الأميني النجفي على ما أسداه للعصر وللأجيال في مؤلفه مما يدل علي غزارة علم، ووفرة فهم، و استطلاع واسع، واستقراء بعيد المدى، وسبك بارع، فجزاه الله أحسن الجزاء، و جعل مؤلفه يدعو إلى الحقيقة وإلى الوحدة معا، ويشير وراءه الاتحاد، وبغيته جمع الكلمة والاعتصام بالثقلين: الكتاب الكريم و العترة الذين طهرهم الله من الرجس والآثام تطهيرا.
وفي الختام تقبل سلام أخيك ومحبك 4 ربيع الاخر 1372 21 12 1952 محمد سعيد دحدوح