بالقبول قال فقال: فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟!.
وقال في كلمته صلى الله عليه وآله الأخيرة: ثم قال: إن هذا أخي وكذا وكذا.
وتبعه على هذا التقلب ابن كثير الشامي في البداية والنهاية 3 ص 40 وفي تفسيره 3 ص 351 فعل ابن كثير هذا وثقل عليه ذكر الكلمتين وبين يديه تاريخ الطبري وهو مصدره الوحيد في تاريخه وقد فصل فيه الحديث تفصيلا لأنه لا يروق إثبات النص لأمير المؤمنين بالوصية والخلافة الدينية، والدلالة عليه والإشارة إليه.
وهل هذه الغاية مقصد الطبري حينما حرف الكلم عن مواضعه في التفسير بعد ما جاء به صحيحا في التأريخ على حين غفلة عنها؟! أنا لا أدرى، لكن الطبري يدري. وأحسبك أيها القارئ جد عليم بذلك.
ومنها: خزاية فاضحة تحملها محمد حسين هيكل حيث أثبت الحديث كما أوعزنا إليه في الطبعة الأولى من كتابه - حياة محمد - ص 104 بهذا اللفظ:
نزل الوحي: أن أنذر عشيرتك الأقربين. واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. وقل إني أنا النذير المبين. فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، و دعا محمد عشيرته إلى طعام في بيته وحاول أن يحدثهم داعيا إياهم إلى الله فقطع عمه أبو لهب حديثه. واستنفر القوم ليقوموا. ودعاهم محمد في الغداة كرة أخرى. فلما طعموا قال لهم: ما أعلم إنسانا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني هذا الأمر وأن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟! فأعرضوا عنه وهموا بتركه لكن عليا نهض وما يزال صبيا دون الحلم وقال: أنا يا رسول الله؟ عونك أنا حرب على من حاربت.
فابتسم بنو هاشم وقهقه بعضهم وجعل نظرهم يتنقل من أبي طالب إلى ابنه ثم انصرفوا مستهزئين. 1 ه.
فإنه أسقط من الحديث أولا ما فرع به رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه من قوله لعلي:
فأنت أخي ووصيي ووارثي. ثم نسب إلى أمير المؤمنين ثانيا أنه قال: أنا يا رسول الله عونك أنا حرب على من حاربت. ليته دلنا على مصدر هذه النسبة في لفظ أي محدث أو مؤرخ من السلف؟! وراقه أن يحكم في الحضور في تلك الحفلة بتبسم بني هاشم