عنها وأنت مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين عن اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة فأنت من يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام الا يومه الذي أصبح فيه وليلته فاعمل أودع والله المعين على ذلك.
645 (24) ك 352 - أحمد بن محمد بن فهد الحلي في كتاب التحصين عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في كلام طويل في ذم الدنيا انما الدنيا ثلاثة أيام يوم مضى بما فيه فليس بعائد ويوم أنت فيه يحق عليك اغتنامه ويوم لا تدرى من اهله ولعلك راحل فيه واما أمس فحكيم مؤدب واما اليوم فصديق مودع واما غدا فإنما في يديك منه الامل فان يك أمس سبقك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته وان يومك هذا آنسك بقدومه فقد كان طويل الغيبة عنك وهو سريع الرحلة عنك فتزود منه وأحسن وداعه خذ بالبقية (بالثقة - خ ل -) في العمل وإياك والاغترار بالأمل ولا يدخل عليك اليوم هم غد يكفيك همه (يكفى اليوم همه - خ ل) وغدا إذا أحل تشغله انك ان حملت على اليوم هم غد زدت في حزنك وتعبك وتكلفت ان تجمع في يومك ما يكفيك أياما فعظم الحزن وزاد الشغل واشتد التعب وضعف العمل للأمل ولو أخليت قلبك من العمل تجد ذلك العمل والامل منك في اليوم قد ضرك في وجهين سوفت به في العمل وزدت في الهم والحزن أو لا ترى ان الدنيا ساعة بين ساعتين ساعة مضت وساعة بقيت وساعة أنت فيها.
فاما الماضية والباقية فلست تجد لرخائهما لذة ولا لشدتهما ألما فانزل الساعة الماضية والساعة التي أنت فيها منزلة الضيفين نزلا بك فظعن الراحل عنك بذمه إياك وحل النازل بك بالتجربة لك فاحسانك إلى الثاوي يمحو إساءتك إلى الماضي فأدرك ما أضعت باغتنامك فيما استقبلت واحذر ان تجتمع عليك شهادتهما فيوبقاك ولو أن مقبورا من الأموات قيل له هذه الدنيا أولها إلى آخرها تجعلها