قال مصنف هذا الكتاب: وقد قال الله عز وجل: ﴿أو لم ينظروا في ملكوت السماوات ٢) والأرض وما خلق الله من شئ﴾ (1) يعني بذلك: أو لم يتفكروا في ملكوت السماوات والأرض وفي عجائب صنعها، أولم ينظروا في ذلك نظر مستدل معتبر، فيعرفوا بما يرون ما أقامه الله عز وجل من السماوات والأرض مع عظم أجسامها وثقلها على غير عمد وتسكينه إياها بغير آلة، فيستدلوا بذلك على خالقها ومالكها ومقيمها أنه لا يشبه الأجسام ولا ما يتخذ الكافرون إلها من دون الله عز وجل، إذ كانت الأجسام لا تقدر على إقامة الصغير من الأجسام في الهواء بغير عمد وبغير
____________________
1) وهذا من التفكر الذي روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة، قال: وهو أن تمر على الخربة، فتقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ مالك لا تتكلمين؟ (2). فهذا تفكر في العالم السفلي، وذاك تفكر في العالم العلوي.
وإنما كان الفكر أفضل، لأنه عمل القلب وهو أفضل من الجوارح، فعمله أشرف من عملها. ألا ترى إلى قوله تعالى (أقم الصلاة لذكري) (1) فجعل الصلاة وسيلة إلى عمل القلب أعني الذكر، والغاية أشرف من الوسيلة.
2) الملكوت مبالغة في الملك، وهو الملك الأعظم للمالك الذي ليس بمملك.
وإنما كان الفكر أفضل، لأنه عمل القلب وهو أفضل من الجوارح، فعمله أشرف من عملها. ألا ترى إلى قوله تعالى (أقم الصلاة لذكري) (1) فجعل الصلاة وسيلة إلى عمل القلب أعني الذكر، والغاية أشرف من الوسيلة.
2) الملكوت مبالغة في الملك، وهو الملك الأعظم للمالك الذي ليس بمملك.