فيضربانه ضربة فلا يبقى في المشرق ولا في المغرب شئ إلا سمع صيحته إلا الجن والإنس، قال: فمن شدة صيحته يلوذ الحيتان بالطين وينفر الوحش في الخياس، (1) ولكنكم لا تعلمون.
قال: ثم يسلط الله عليه حيتين سوداوين زرقاوين يعذبانه بالنهار خمس ساعات وبالليل ست ساعات، لأنه كان يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله، فبعدا لقوم لا يؤمنون، قال: ثم يسلط الله عليه ملكين أصمين أعمين (أعميين خ ل) معهما مطرقتان من حديد من نار يضربانه فلا يخطئانه (يخبطانه خ ل) ويصيح فلا يسمعانه إلى يوم القيامة، فإذا كانت صيحة القيامة اشتعل قبره نارا فيقول: لي الويل إذا اشتعل قبري نارا، فينادي مناد: ألا الويل قددنا منك والهوان، (2) قم من نيران القبر إلى نيران لا يطفأ، فيخرج من قبره مسودا وجهه مزرقة عيناه، قد طال خرطومه، وكسف باله، منكسا رأسه، يسارق النظر، فيأتيه عمله الخبيث فيقول: والله ما علمتك إلا كنت عن طاعة الله مبطئا، وإلى معصيته مسرعا، قد كنت تركبني في الدنيا فأنا أريد أن أركبك اليوم كما كنت تركبني وأقودك إلى النار، قال: ثم يستوي على منكبيه فيرحل (فيركل ظ) قفاه حتى ينتهي إلى عجزة جهنم، فإذا نظر إلى الملائكة قد استعدوا له بالسلاسل والاغلال قد عضوا على شفاههم من الغيظ والغضب فيقول: " يا ويلتي ليتني لم أوت كتابيه " وينادي الجليل: جيئوا به إلى النار، فصارت الأرض تحته نارا، والشمس فوقه نارا، وجاءت نار فأحدقت بعنقه، فنادى وبكى طويلا يقول: وا عقباه قال: فتكلمه النار فتقول:
أبعد الله عقبيك مما أعقبتا في طاعة الله (3) قال ثم تجئ صحيفته تطير من خلف ظهره فتقع في شماله، ثم يأتيه ملك فيثقب (فيقلب خ ل) صدره إلى ظهره، ثم يفتل شماله إلى خلف ظهره.