وبكلاليب النار يتخطفون، (1) مرضى لا يعاد سقيمهم، وجرحى لا يداوي جريحهم، و أسرى لا يفك أسيرهم، من النار يأكلون، ومنها يشربون، وبين أطباقها يتقلبون، و بعد لبس القطن والكتان مقطعات النار يلبسون، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرنون 63 قال السيد رضي الله عنه. أقول: وفي الحديث: إن أهل النار إذا دخلوها ورأوا نكالها وأهوالها وعلموا عذابها وعقابها ورأوها كما قال زين العابدين عليه السلام:
(ما ظنك بنار لا تبقى على من تضرع إليها، ولا يقدر على الخفيف عمن خشع لها، واستسلم إليها، تلقي سكانها بأحر ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال) يعرفون أن أهل الجنة في ثواب عظيم ونعيم مقيم، فيؤملون أن يطعموهم أو يسقوهم ليخف عنهم بعض العذاب الأليم، كما قال الله عز وجل جلاله في كتابه العزيز: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " قال: فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة، ثم يجيبونهم بلسان الاحتقار والتهوين: " إن الله حرمهما على الكافرين " قال: فيرون الخزنة عندهم وهم يشاهدون ما نزل بهم من المصاب فيؤملون أن يجدوا عندهم فرحا بسبب من الأسباب كما قال الله جل جلاله: " وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب " قال: فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة ثم يجيبونهم بعد خيبة الآمال: " قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " قال: فإذا يئسوا من خزنة جهنم رجعوا إلى مالك مقدم الخزان وأملوا أن يخلصهم من ذلك الهوان كما قال جل جلاله: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك " قال: فيحبس عنهم الجواب أربعين سنة وهم في العذاب ثم يجيبهم كما قال الله في كتابه المكنون: " قال إنكم ماكثون " قال: فإذا يئسوا (يأملون ظ) من مولاهم رب العالمين الذي كان أهون شئ عندهم في دنياهم، وكان قد آثر كل واحد منهم عليه هواه مدة الحياة، وكان قد قدر عندهم بالعقل والنقل أنه أوضح لهم على يد الهداة سبل النجاة، وعرفهم