فضحك النبي حتى بدت نواجذه، ثم دعا بصحاف وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عقبة إلى بيوت الأرامل والضعفاء من المساكين والمسلمين والمسلمات والمعاهدين والمعاهدات حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار ولا منزل إلا دخل إليه من طعام النبي صلى الله عليه وآله.
ثم نادى (1): هل فيكم رجل يعرف المنافقين؟ فأمسك الناس، فنادى الثانية فلم يجبه أحد، فنادى حذيفة بن اليماني، قال حذيفة: وكنت فيهم من علة وكانت الهراوة بيدي، كنت أميل ضعفا، فلما نادى باسمي لم أجد أبدا أن ناديت: لبيك يا رسول الله جعلت أدب، فلما وقفت بين يديه قال: يا حذيفة هل تعرف المنافقين (2)؟
قال حذيفة: ما المسؤول أعلم بهم من السائل.
قال: يا حذيفة ادن مني، فدنا حذيفة من النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي:
استقبل القبلة بوجهك.
قال حذيفة: فاستقبلت القبلة بوجهي، فوضع النبي يمينه بين كتفي، فلم يستتم وضع يمينه بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي صلى الله عليه وآله في صدري، وعرفت المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم، وذهبت العلة من جسمي ورميت بالهراوة من يدي، وأقبل علي النبي، فقال: انطلق حتى