ولم يكن مع (1) رسول الله صلى الله عليه وآله أيسر من عبد الرحمان وعثمان.
وقال عثمان: بذلت لها (2) ذلك، وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما.
فغضب النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول (3) كفا من الحصى فحصب به عبد الرحمان، وقال له: إنك تهول علي بمالك؟
(قال:) (4) فتحول الحصى درا، فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان، وهبط جبرئيل في تلك الساعة، فقال: يا أحمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول: قم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ولا تحج إلى أحد [إن الله أمرني] (5) أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الأربع جنان، وآمر [شجرة] (6) طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل، وآمر الحور [العين] (7) أن يزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى، وآمر ملكا من الملائكة يقال له: راحيل، وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا أعذب منطقا، ولا أحسن وجها أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة والملك أجمعون أمرني أن أنصب منبرا من النور، وآمر راحيل (ذلك الملك) (8) أن يرقى فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح، وزوج علي من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى