لأنهم قالوا فيه غير الحق ألم تر أن المريض إذا هجر قال غير الحق، وقال عكرمة ومجاهد نحو ذلك نص عليه الجوهري.
وجواز السهو على النبي يرفع الثقة بقوله، وحديث ذي اليدين من الكذب والمين. وقد تمسكوا بخلافه أبي بكر بقول عائشة عنه عليه السلام مروا أبا بكر فليصل فلم يهجرهما ويقل غير الحق وجعلوا منعه من الكتاب الذي كان أساس الضلالة و الذهاب حسنة من حسنات عمر (1) مع وضوح مخالفته لسيد البشر، ولو احتمل هذا الرد التأويل، لم يجزم بحديث لأن تحريم رد قول النبي مع وضوحه إذا قبل التأويل، قبله كلما جاء عنه من الأقاويل، فكأن عمر قال: إن الله يهجر لأن كلام النبي صلى الله عليه وآله إنما هو يوجبه كما في كتابه.
تذنيب هذه المخالفة مجمع عليها، ذكرها مسلم والبخاري ورواها عبد الرزاق عن الزهري عن ابن عباس والطبري والبلاذري ورووه عن سعيد بن جبير بطريقين وعن جابر الأنصاري (2) وكيف يصح وصفه بالهجر، وقد صح أنه قال: تنام عيناي ولا ينام قلبي، وكان يتوضأ وينام، حتى يسمع غطيطه، ثم يصلي من غير استئناف وضوء.
قال الديلمي:
وصى النبي فقال قائلهم * قد ظل يهجر سيد البشر ورووا أبا بكر أصاب ولم * يهجر وقد أوصى إلى عمر وقال:
وما رأيت من الآيات معتبرا * إن كنت مدكرا أو كنت معتبرا