بالسيف يشق السيف الدم فقال: اللهم نعم، قال: فأنشدك الله أقالت فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا كان أو مقيما اما انك ان رأيته ظاعنا رأيته راكبا بغلة رسول الله منتكبا قوسا معلقا كنانته بقربوس سرجه أصحابه خلفه كأنهم طير صواف، قال:
اللهم نعم، قال: فأنشدك الله هل قالت لك ان عرض عليك طعامه وشرابه فلا تنالن منه شيئا فان فيه السحر، قال اللهم نعم، قال: فبلغ عنى، قال: اللهم نعم فاني قد اتيتك وما في الأرض خلق أبغض إلي منك وانا الساعة ما في الأرض خلق أحب إلي منك فمرني بما شئت، فقال: ادفع كتابي هذا وقل لها ما أطعت الله ورسوله حيث امرك الله بلزوم بيتك الخبر، قال: فبلغ الرجل رسالته ثم رجع إلى أمير المؤمنين.
الأصبغ قال: صلينا مع أمير المؤمنين عليه السلام الغداة فإذا رجل عليه ثياب السفر قد اقبل فقال: من أين؟ قال: من الشام، قال: ما أقدمك؟ قال: لي حاجة، قال: اخبرني وإلا أخبرتك بقضيتك، قال: اخبرني بها يا أمير المؤمنين، قال: نادى معاوية يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا من يقتل عليا فله عشرة آلاف دينار فوثب فلان وقال انا قال أنت فلما انصرف إلى منزله ندم وقال أسير إلى ابن عم رسول الله وأبى ولديه فأقتله ثم نادى مناديه يوم الثاني من يقتل عليا فله عشرون ألف دينار فوثب آخر فقال انا فقال أنت ثم إنه ندم واستقال معاوية ما قاله ثم نادى مناديه اليوم الثالث من يقتل عليا فله ثلاثون ألف دينار فوثبت أنت وأنت رجل من حمير، قال صدقت، قال: فما رأيك تمضي إلى ما أمرت به أو ماذا، قال: لا ولكن انصرف، قال: يا قنبر أصلح له راحلته وهيئ له زاده واعطه نفقته.
إسحاق بن حسان باسناده عن الأصبغ قال: أمرنا أمير المؤمنين بالمسير من الكوفة إلى المداين فسرنا يوم الأحد وتخلف عنا عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله البجلي مع خمسة نفر فخرجوا إلى مكان بالحيرة يقال له الخورنق والسدير وقالوا إذا كان يوم الجمعة لحقنا عليا قبل ان يجمع الناس فصلينا معه فبينا هم جلوس وهم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فاصطادوه فأخذه عمرو بن حريث فبسط كفه فقال بايعوا هذا أمير المؤمنين فبايعه الثمانية ثم أفلتوه وارتحلوا وقالوا ان علي بن أبي طالب يزعم أنه يعلم الغيب فقد خلعناه وبايعنا مكانه ضبا، فقدموا المداين يوم الجمعة فدخلوا المسجد وأمير المؤمنين يخطب على المنبر فقال عليه السلام: ان رسول الله أسر إلي حديثا كثيرا في كل حديث باب يفتح كل باب الف باب ان الله تعالى يقول في