وثانيهم أفتكهم وخامسهم كبشهم وسابعم اعلمهم وعاشرهم أكفرهم يقتله أخصهم به وخامس عشرهم كثير العناء قليل الغناء سادس عشرهم أقضاهم للذمم وأوصلهم للرحم كأني أرى ثامن عشرهم تفحص رجلاه في دمه بعد ان يأخذ جنده بكظمه من ولده ثلاث رجال سيرتهم سيرة الضلال والثاني والعشرين منهم الشيخ الهرم تطول أعوامه وتوافق الرعية أيامه والسادس والعشرون منهم يشرد الملك منه شرود المنفتق ويعضده الهزرة المتفيهق لكأني أراه على جسر الزوراء قتيلا ذلك بما قدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد.
ومنها: سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل يعني طرليك والديلم لكأني أشاهد به دماء ذوات الفروج بدماء أصحاب السروج ويل لأهل الزوراء من بني قنطورة. ومنها: لكأني أرى منية الشيخ على ظاهر أهل الحصة قد وقعت به وقعتان يخسر فيها الفريقان يعنى وقعة الموصل حتى سمى باب الاذان وويل للطين من ملابسة الاشراك وويل للعرب من مخالطة الأتراك ويل لامة محمد إذا لم تحمل أهلها البلدان وعبر بنو قنطورة نهر جيحان وشربوا ماء دجلة وهموا بقصد البصرة والابلة وأيم الله لتعرفن بلدتكم حتى كأني انظر إلى جامعها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة.
وأخبر عليه السلام عن خراب البلدان، روى قتادة عن سعيد بن المسيب انه سئل أمير المؤمنين عن قوله تعالى: (وان من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها) فقال في خبر طويل انتخبنا منه: تخرب سمرقند وجاح وخوارزم وأصفهان والكوفة من الترك وهمدان والري من الديلم والطبرية والمدينة وفارس بالقحط والجوع ومكة من الحبشة والبصرة وبلخ من الغرق والسند من الهند والهند من تبت وتبت من الصين وبذشجان وصاغان وكرمان وبعض الشام بسنابك الخيل والقتل واليمن من الجراد والسلطان وسجستان وبعض الشام بالزنج وشامان بالطاعون ومرو بالرمل وهراة بالحيات ونيسابور من قبل انقطاع النيل وأذربيجان بسنابك الخيل والصواعق وبخارا بالغرق والجوع والخلم وبغداد يصير عاليها سافلها.
قال الناشي:
إمام يفضل العالم * بالعلم وبالزهد هو البحر الذي تياره * أحلى من الشهد