رسولك وابن عمه، فقال: يا عمار قم إلى بيت المال فاعط الناس ثلاثة دنانير لكل انسان وارفع لي ثلاثة دنانير فمضى عمار وأبو الهيثم مع جماعة من المسلمين إلى بيت المال ومضى أمير المؤمنين إلى المسجد قبا يصلي فيه فوجدوا فيه ثلاثمائة ألف دينار ووجدوا الناس مائة الف فقال عمار: جاء والله الحق من ربكم والله ما علم بالمال ولا بالناس وان هذه لآية وجبت عليكم بها طاعة هذا الرجل، فأبى طلحة والزبير وعقيل ان يقبلوها القصة.
ونقلت المرجئة والناصبة عن أبي الجهم العدوي وكان معاديا لعلي عليه السلام: قال خرجت بكتاب عثمان والمصريون قد نزلوا بذي خشر إلى معاوية وقد طويته طيا لطيفا وجعلته في قراب سيفي وقد تنكبت عن الطريق وتوخيت سواد الليل حتى كنت بجانب الجرف إذا رجل على حمار مستقبلي ومعه رجلان يمشيان امامه فإذا هو علي بن أبي طالب قد اتى من ناحية البدو فأثبتني ولم أثبته حتى سمعت كلامه فقال:
أين تريد يا صخر؟ قلت: البدو فادع الصحابة، قال: فما هذا الذي في قراب سيفك قلت: لا تدع مزاحك ابدا، ثم جزته.
الأصبغ بن نباتة قال: اتى رجل إلى أمير المؤمنين وقال: اني أحبك في السر كما أحبك في العلانية، قال فنكت أمير المؤمنين بعود كان في يده في الأرض ساعة ثم رفع رأسه فقال: كذبت والله، ثم اتاه رجل آخر فقال: اني أحبك، فنكت بعود في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال: صدقت ان طينتنا طينة مرحومة اخذ الله ميثاقها يوم اخذ الميثاق فلا يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة.
وقال أبو جعفر عليه السلام: انا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق. علي بن النعمان ومحمد بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل انه أنفذت عايشة رجلا شديد العداوة لعلي بكتاب إليه فقال أبو عبد الله فمضى فاستقبله راكبا قال: فناوله الكتاب ففض خاتمه ثم قرأه قال تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك قال هذا والله لا يكون فثنى رجله فنزل وأحدق به أصحابه ثم قال له أسألك قال نعم قال وتجيبني قال نعم قال ناشدتك الله أقالت التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فاتيت بك فقالت لك ما بلغت من عداوتك لهذا الرجل فقلت كثيرا ما أتمنى على ربي انه وأصحابه في وسطي واني ضربته ضربة " المناقب ج 2، م 12 "