فأشار أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته ثم اقبل عليه فقال له: من أنت؟ فقال: انا عمير ابن عثمان ابن خليفتك على الجن وان أبي مات وأوصاني ان آتيك واستطلع رأيك فقد اتيتك فما تأمرني به وما ترى، فقال له أمير المؤمنين: أوصيك بتقوى الله وأن تنصرف فتقوم مقام أبيك فأنت خليفتي عليهم.
وفي حديث طويل عن علي بن محمد الصوفي انه لقى إبليس فسأله فقال له من أنت؟
فقال: انا من ولد آدم، فقال. لا إله إلا الله أنت من قوم يزعمون أنهم يحبون الله ويعصونه ويبغضون إبليس ويطيعونه فقال: من أنت؟ فقال: انا صاحب الميسم والاسم الكبير والطبل العظيم وانا قاتل هابيل وانا الراكب مع نوح في الفلك انا عاقر ناقة صالح انا صاحب نار إبراهيم انا مدبر قتل يحيى انا ممكن قوم فرعون من النيل انا مخيل السحر وقايده إلى موسى انا صانع العجل لبني إسرائيل انا صاحب منشار زكريا انا الساير مع أبرهة إلى الكعبة بالفيل انا المجمع لقتال محمد يوم أحد وحنين انا ملقي الحسد يوم السقيفة في قلوب المنافقين انا صاحب الهودج يوم البصرة والبعير انا صاحب المواقف في عسكر صفين انا الشامت يوم كربلا بالمؤمنين انا إمام المنافقين انا مهلك الأولين انا مضل الآخرين انا شيخ الناكثين انا ركن القاسطين انا ظل المارقين انا أبو مرة مخلوق من نار لا من طين انا الذي غضب عليه رب العالمين، فقال الصوفي: بحق الله عليك إلا دللتني على عمل أتقرب به إلى الله وأستعين به على نوائب دهري، فقال اقنع من دنياك بالعفاف والكفاف واستعن على الآخرة بحب علي بن أبي طالب وبغض أعدائه فاني عبدت الله في سبع سماواته وعصيته في سبع أرضيه فلا وجدت ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا إلا وهو يتقرب بحبه، قال: ثم غاب عن بصري فأتيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بخبره فقال: آمن الملعون بلسانه وكفر بقلبه مناقب أبي إسحاق الطبري وإبانة الفلكي قال أبو حمزة الثمالي: كان رجل من بني تميم يقال له خيثمة فلما حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة فمر بواد مخيف يقال له ميافارقين فهتف به من الوادي:
يا أيها الساري باميافارق * مخالفا للحق دين الصادق تابعت دينا ليس دين الخالق * بل كل دين أحمق منافق فقال خيثمة:
لما رأيت القوم في الخصوم * فارقت دين أحمق لئيم