شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٧٥
عن عمار بن أبي اليقظان، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حق المؤمن على المؤمن، قال: فقال: حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم لكفرتم، إن المؤمن إذا خرج من قبره، خرج معه مثال من قبره (1). يقول له: أبشر بالكرامة من الله والسرور، فيقول له:
بشرك الله بخير، قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك وإذا مر بخير قال: هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عز وجل فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال: أبشر فإن الله عز وجل قد أمر بك إلى الجنة، قال:
فيقول: من أنت رحمك الله تبشرني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبرتني عن ربي؟ قال: فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه (2) لابشرك وأونس وحشتك.
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال مثله.
11 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحب الاعمال إلى الله السرور الذي تدخله على المؤمن تطرد عنه جوعته، أو تكشف عنه كربته.
12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عز وجل من ذلك السرور خلقا (3) فيلقاه عند موته، فيقول له: أبشر يا ولي الله بكرامة من الله ورضوان ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره [يلقاه] فيقول له

1 - قوله «خرج معه مثال من قبره» المثال صورة أو شاخص يحكي شيئا، والحكاية مأخوذة في مفهومه ولما كان السرور في الدنيا أمرا معنويا غير محسوس ولا مقدر وفي الآخرة أمرا محسوسا يرى مقدرا أطلق عليه المثال إذ يحكي شيئا غيره، ومفاد الحديث أنه يراه بعد الخروج من القبر ويأتي في رواية أخرى أنه ييراه قبل إدخاله في القبر ويونسه أيضا ولا منافاة. (ش).
2 - قوله «خلقت منه» قال أولا أنا السرور ثم قال خلقت منه ولا منافاة أيضا بينهما إذ يصدق على ما كانت له صورة تبدلت على صورة أخرى كالماء يصير هواء أنه هو باعتبار اشتراك المادة وأنه ليس هو بل خلق منه باعتبار تغير الصورة، فالمثال المرئي يصدق عليه أنه عين السرور بناء على تجسم الأعمال وأنه خلق منه يعني تغير عنه. (ش).
3 - قوله «من ذلك السرور خلقا» الخلق عبارة أخرى عن المثال في الرواية السابقة. وقال المجلسي - رحمه الله - إن هذا دليل على أن الله يخلقه بسبب إدخال السرور لا أن العمل يتجسم. وهو بعيد جدا لأن آخر الكلام صريح في أنه نفس السرور لا خلق مناسب له مخلوق بسببه، والحق أن لا منافاة بين كونه نفس السرور وكونه مخلوقا منه كما قلنا إلا أن يتوهم متوهم أن تغير الصور ليس بفعل الله تعالى ولا ينسب إليه وإن فعله منحصر في إيجاد شيء لا من شيء ابتداء، وهو غلط فإن كل تغير وصيرورة بفعله تعالى كأصل الإيجاد والإبداع. (ش).
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430