شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٧٣
حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدينا خلقني الله عز وجل منه لابشرك.
* الشرح:
قوله (إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه) قال الشيخ في الأربعين: المثال:
الصورة. ويقدم على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه، من الإقدام في الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال الله تعالى (ويقدم قومه يوم القيامة) ولفظ أمامه حينئذ تأكيد.
(نعم الخارج خرجت معي) أي نعم الخارج أنت و «خرجت» مفسر لنعم الخارج أو بدل عنه أو حال بتقدير قد (فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا) ظاهره أن السرور يصير مثالا فيدل كما صرح به الشيخ على تجسم الأعمال في النشأة الأخروية «قد ورد في بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أيضا فالأعمال الصالحة والاعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج، والأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن والتألم، كما قاله جماعة المفسرين عند قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) ويرشد إليه قوله تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير يره إلى العمل فقد أبعد، وإنما قلت ظاهره (1) ذلك لأنه يحتمل أن يخلق الله مثالا لأجل السرور، والحمل في قوله «أنا

1 - قوله «وإنما قلت ظاهره» لما كان تجسم الأعمال في دار الآخرة مبنيا على أصول حكمية لا يسهل تصورها على كثير من الظاهريين، استدرك ما قرره أولا من التحقيق بهذا الكلام للتقريب إلى أذهانهم، ولا يخفى أن تجسم العمل أيضا بصورة يخلق الله تعالى وليس وجود مادة يخلق فيه الصورة مناقضا لنسبة الخلق إليه تعالى ولا لإطلاق صيغة التحول والصيرورة، كما أن صيرورة الماء هواء لا يناقض الحكم بكون الهواء مخلوقا لله تعالى من الماء، ولكن في مسألة تجسم العمل لا يعترف أهل الظاهر بصيرورة العمل في صورة رجل من غير مادة مشتركة تتبدل عليها الصور كالماء والهواء، ونحن نوافقهم في عالم واحد لا في عوالم مختلفة فالعلم يصير في المنام في صورة اللبن لكون العلم من عالم واللبن من عالم آخر من غير أن يكون للعلم مادة بخلاف تبدل صورة جسمانية في عالم الأجسام إلى صورة جسمانية أخرى في عالم الأجسام أيضا. وقد سبق الكلام في تجسم الأعمال في المجلد الأول في الصفحة 91 و 155. (ش).
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430