حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدينا خلقني الله عز وجل منه لابشرك.
* الشرح:
قوله (إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه) قال الشيخ في الأربعين: المثال:
الصورة. ويقدم على وزن يكرم أي يقويه ويشجعه، من الإقدام في الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال الله تعالى (ويقدم قومه يوم القيامة) ولفظ أمامه حينئذ تأكيد.
(نعم الخارج خرجت معي) أي نعم الخارج أنت و «خرجت» مفسر لنعم الخارج أو بدل عنه أو حال بتقدير قد (فيقول أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا) ظاهره أن السرور يصير مثالا فيدل كما صرح به الشيخ على تجسم الأعمال في النشأة الأخروية «قد ورد في بعض الأخبار تجسم الاعتقادات أيضا فالأعمال الصالحة والاعتقادات الصحيحة تظهر صورا نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج، والأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة تظهر صورا ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن والتألم، كما قاله جماعة المفسرين عند قوله تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) ويرشد إليه قوله تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير يره إلى العمل فقد أبعد، وإنما قلت ظاهره (1) ذلك لأنه يحتمل أن يخلق الله مثالا لأجل السرور، والحمل في قوله «أنا