شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٧٠
شركا وشركة وزان كلم وكلمة بفتح الأول وكسر الثاني إذا صار له شريكا أو بفتحتين وهو حبالة الصيد وما ينصب للطير. أو بكسر الأول وسكون الثاني وهو النصيب والشريك أيضا، وظاهر هذا الخبر ونحوه وظاهر قوله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) دل على وجوب قيام المؤمن ومفارقته عن أعداء الدين وعلى لحوق الغضب واللعنة به مع القعود معهم، بل دل ظاهر الآية على أنه مثلهم في الفسق والنفاق والكفر ولا ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك وأما مع عدمه فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلاك يحيط به أيضا إذا نزل ولكن قد ينجو في الآخرة بفضل الله تعالى، ثم أشار إلى حكمه عند عدم قدرته على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها بقوله:
(فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة) أي ولو كان قيامه بقدر زمان حلب شاة أو بقدر زمان فواق ناقة والفواق بفتح الفاء وضمها الزمان الذي بين الحلبتين من الناقة لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب وكذلك يفعل بالبقرة أيضا.
7 - وبهذا الإسناد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض، قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.
* الشرح:
قوله (ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده) نكى العدو فيهم من باب رمى، نكاية بالكسر: قتل وجرح حتى وهن، ونكأ القرحة ينكأ مهموزا من باب منع قشرها وهو كناية عن الإيلام الشديد (فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد) المضغة القطعة. والتخدد الهزال والنقص والتشنج وذلك من شدة غمه وتألمه.
(فيقع خاسئا حسيرا مدحورا) الخاسئ البعيد من الناس أو من نيل المقصود من خسئ الكلب إذا بعد، وفي القاموس: الخاسئ من الكلاب والخنازير: المبعد لا يترك أن يدنو من الناس. والحسير إما من حسر البعير وهو حسير من باب ضرب إذا أعيى. أو من حسر على الشيء حسرة وهو حسير من باب علم إذا تلهف وتأسف، أو من حسر البصر حسرا وهو حسير من باب نصر إذ اكل وانقطع، والمدحور: المطرود من الدحر أو الدحور وهو الطرد والإبعاد والدفع، وفي كنز اللغة حسير: (كند شده ومانده شده، ومدحور دور كرده شده).
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430