شركا وشركة وزان كلم وكلمة بفتح الأول وكسر الثاني إذا صار له شريكا أو بفتحتين وهو حبالة الصيد وما ينصب للطير. أو بكسر الأول وسكون الثاني وهو النصيب والشريك أيضا، وظاهر هذا الخبر ونحوه وظاهر قوله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) دل على وجوب قيام المؤمن ومفارقته عن أعداء الدين وعلى لحوق الغضب واللعنة به مع القعود معهم، بل دل ظاهر الآية على أنه مثلهم في الفسق والنفاق والكفر ولا ريب فيه مع اعتقاد جواز ذلك وأما مع عدمه فظاهر بعض الروايات أن العذاب بالهلاك يحيط به أيضا إذا نزل ولكن قد ينجو في الآخرة بفضل الله تعالى، ثم أشار إلى حكمه عند عدم قدرته على المفارقة بالكلية للتقية أو غيرها بقوله:
(فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة أو فواق ناقة) أي ولو كان قيامه بقدر زمان حلب شاة أو بقدر زمان فواق ناقة والفواق بفتح الفاء وضمها الزمان الذي بين الحلبتين من الناقة لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب وكذلك يفعل بالبقرة أيضا.
7 - وبهذا الإسناد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض، قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا حسيرا مدحورا.
* الشرح:
قوله (ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده) نكى العدو فيهم من باب رمى، نكاية بالكسر: قتل وجرح حتى وهن، ونكأ القرحة ينكأ مهموزا من باب منع قشرها وهو كناية عن الإيلام الشديد (فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد) المضغة القطعة. والتخدد الهزال والنقص والتشنج وذلك من شدة غمه وتألمه.
(فيقع خاسئا حسيرا مدحورا) الخاسئ البعيد من الناس أو من نيل المقصود من خسئ الكلب إذا بعد، وفي القاموس: الخاسئ من الكلاب والخنازير: المبعد لا يترك أن يدنو من الناس. والحسير إما من حسر البعير وهو حسير من باب ضرب إذا أعيى. أو من حسر على الشيء حسرة وهو حسير من باب علم إذا تلهف وتأسف، أو من حسر البصر حسرا وهو حسير من باب نصر إذ اكل وانقطع، والمدحور: المطرود من الدحر أو الدحور وهو الطرد والإبعاد والدفع، وفي كنز اللغة حسير: (كند شده ومانده شده، ومدحور دور كرده شده).