10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جميلة، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله عز وجل: الخلق عيالي، فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.
* الشرح:
قوله (قال الله عز وجل الخلق عيالي فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم) كما أن أحب الخلق إلى الرجل ألطفهم بعياله وأسعاهم في قضاء حوائجهم في حضوره وغيبته وهو يكافيه يوما ما خصوصا إذا كان كريما ذا ثروة.
واستعار لفظ العيال للخلق بالنسبة إليه عز وجل، ووجه المشابهة كما ذكرنا سابقا أن عيال الرجل من جمعهم ليقيتهم ويصلح حالهم كذلك الخلق انما خلقهم الله تعالى وجمعهم تحت عنايته ليصلح أحوالهم في معاشهم ومعادهم والتدبير في أقواتهم وأرزاقهم.
11 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن أبي عمارة قال: كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال: كرر علي حديثك، فاحدثه، قلت: روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.
* الشرح:
قوله (أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس) وذلك لأنه لا يصل إلى هذا المطلب العظيم إلا من تنزهت نفسه بالعبادات والرياضات عن الصفات الرذيلة فإنه حينئذ يعرف قدر قضاء الحوائج وفضله وأنه أفضل العبادات ويتمكن من حمل نفسه عليه والاشتغال به.
وقوله «عانيا بما يصلحهم» من العناية أي الإرادة والاهتمام.