شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٤٣
لحمه، تقول: عرقت العظم عرقا - من باب قتل - إذا أكلت ما عليه من اللحم، وفي الفائق: أنه العظم عليه اللحم، وهذا جمع غريب لأن فعلا لا يجمع على فعال، وقال ابن فارس: لم يسمع للعرق جمع.
(وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه) ذمهم في طلب غير المحتاج إليه لأنه يوجب ضياع العمر فيما لا يعني وتهيج قوتي الشهوة والغضب وإفسادهما في ملك البدن بل في نظام العالم واستيلاءهما على العقل وعلى عزله في التدبير وتولد الرذائل غير محصورة موجبة للشقاوة الأبدية والغفلة عن الحق وما يقرب منه مثل العلوم الكاملة والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة الموجبة للسعادة الأبدية التي هي مشاهدة جلال الله والقرب منه، وأما طلب المحتاج إليه وهو القدر الضروري من الطعام واللباس والمسكن ونحوها فليس بمذموم بل ممدوح لأنه لا يمكن بدونه تكميل النفس بالعلم والعمل.
(حيث حسد أخاه فقتله) قيل: قتله حسدا في قبول قربانه، وقيل: حب النساء، وقيل: في حب الدنيا لئلا يكون له نسل يعيرون أولاده في رد قربانه.
(فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا) يمكن أن يكون المراد بها الكبر والحرص وحب النساء وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة وهما شعبة واحدة بقرينة عدم ذكر الحب في المعطوف كما ذكر في السوابق، وأما الحسد فقد اكتفى عنه بذكر شعبه وأنواعه إذ الجنس لا وجود له إلا في ضمن أنواعه، والله أعلم.
(والدنيا دنياءان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة) المراد بالأولى: قدر الكفاف، وتحصيله من طريق مشروع ممدوح، وبالثانية: الزائد عليه وهو الذي ينبغي التحرز عنه، ولا وجه لتخصيصه بالحرام بل ينبغي منع النفس عن كثير من المباح أيضا لأن في تسمينها به وتحريك القوة الشهوية إليه مضرة كثيرة.
9 - وبهذا الإسناد، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إن الدنيا دار عقوبة، عاقبت فيها آدم عند خطيئته وجعلتها ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان فيها لي، يا موسى إن عبادي الصالحين زهدوا في الدنيا بقدر علمهم وسائر الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم وما من أحد عظمها فقرت عيناه فيها ولم يحقرها أحد إلا انتفع بها.
* الشرح:
قوله (وجعلتها ملعونة) اللعن: الطرد والإبعاد والسب، وكأن المراد بلعنها لعن أهلها أو كراهتها أو إجراء الكلام على قانون العرب، والعرب تقول لكل شيء ضار: ملعون، والشجرة الملعونة
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430