أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياءان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.
* الشرح:
قوله (عن الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن الحرث بن شهاب بن زهرة بن الكلاب وهو بدل عن الزهري، وفي بعض النسخ: «عن الزهري عن محمد بن مسلم». والظاهر أن لفظة «عن» زائدة من قلم الناسخ، ويؤيده أن هذا الحديث ذكر متنا وسندا في باب «ذم الدنيا والزهد فيها» وليست فيه هذه اللفظة، والزهري على تقدير وجودها مشترك بين ستة رجال (1) أكثرهم ضعيف وهم إبراهيم بن سعد وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، ومسور ابن مخرمة، ومحمد بن قيس، وعبد الله بن أيوب، ومطلب بن زياد، والأخيران ثقتان، بقي شيء وهو أن في باب الذم محمد بن مسلم بن شهاب وهذا مع كونه غير مذكور في كتاب الرجال على ظني، غير موافق لما هو في هذا السند ولعله نسبة إلى جده السابق، والله اعلم.
(ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله) أفضل من بغض الدنيا) دل على أن المعرفة أفضل لأنها أصل لجميع الأعمال، والأصل أفضل من الفرع، ويدخل في معرفة الرسول معرفة الإمام، وأريد ببغض الدنيا تحقيرها وكراهتها والإعراض عن متاعها وزينتها.
(فإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعب) الظاهر أنه تعليل لكونه بغض الدنيا بعد المعرفة أفضل الأعمال.
وأن ذلك إشارة إلى بغض الدنيا وأن المراد بالشعب الأولى أنواع الأخلاق والأعمال الفاضلة، وبالشعب الثانية أنواع المعاصي، والأولى مندرجة تحت بغض الدنيا والثانية مندرجة تحب حبها، فبغضها أفضل الأعمال لاشتماله على محاسن كثيرة مثل التواضع المقابل للكبر والقنوع المقابل للحرص، وقس على هذا، وبحكم المقابلة حب الدنيا أقبح الأعمال لاشتماله على رذائل كثيرة وهي الكبر إلى آخر ما ذكر، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «والله لدنياكم أهون في عيني من عراق خنزير في يد مجذوم» العراق بضم العين: جمع عرق بفتح العين وسكون الراء، وهو عظم أكل