القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها».
2 - عنه، عن أحمد، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من طلب الرئاسة هلك.
* الشرح:
قوله (من طلب الرئاسة هلك) طلب الرئاسة - قصد أو لا - تفوقه على الخلق واستيلاؤه عليهم بحكم النفس الأمارة وقضاء القوة الشهوية والغضبية، وعلم أن ذلك لا يتيسر له إلا بالرئاسة المقتضية لتوجه الخلق إليه واحتياجهم لديه فلذلك طلبها مع علمه بأن فيها هلاكه لكونها حقا للعالم الرباني ضرورة أن التصرف والتدبير في أمر الخلق، وإقامة المعدلة بينهم قبل تحقق العلم والمعرفة والوقوف على مراتب حالاتهم وقدر حقوقهم وحقوق الله تعالى من الأوامر والنواهي وغيرها محال.
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك.
* الشرح:
قوله (عن عبد الله بن مسكان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون) فيه تحذير عن متابعتهم، والرجوع إليهم كما في «إياك والأسد» والإتيان بصيغة التفاعل ليدل على أنهم أظهروا أن أصل الفعل وهو الرئاسة حاصل لهم وهو منتف عنهم كما في تجاهل وتغافل، ورواية عبد الله بن مسكان هذا الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) دل على أن ما ذكره بعض أصحاب الرجال من أن عبد الله بن مسكان لم يرو عن أبي عبد الله (عليه السلام) وما ذكره بعضهم من أنه لم يرو عنه إلا حديثا واحدا وهو حديث من أدرك المشعر فقد أدرك الحج خطأ.
ثم علل التحذير بقوله (فوالله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك) نظيره ما رواه المصنف في كتاب الروضة بإسناده عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: «يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال خلفهم» الخفق صوت النعل أما هلاكه فلأنه يورث الفخر والعجب والتكبر وغيرها من المهلكات، وأما إهلاكه فلأن الرئيس المقدم والأمير المعظم إذا ضل عن العدل وعدل عن طريق الحق يتبعه كافة العوام خوفا من بطشه وطمعا في جاهه وماله فضلوا بمتابعته وأضلهم عن سبيل الرشد بسيرته القبيحة، هذا إذا كان الرئيس جاهلا ظاهر، وكذا إذا كان عالما غير عادل فإنه كثيرا ما تعتريه شبهة وتعرضه زلة فيضل بها عوام