شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٨٦
بالاتباع من اتباع أهواء النفس، ولو لم يحصل له يقين بقولهم فالاحتياط يقتضي أن لا يترك متابعتهم كما لا يترك قول الطبيب بأن أكل هذا الطعام يضر مع أنه لا يحصل له علم بقوله، وأما علاج الثاني فبأن يعلم أن الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على النار، وأما علاج الثالث فبأن يعلم أن أمور الآخرة آتية قطعا وعقوبتها باقية أبدا، وأما علاج الرابع فبأن يعلم أن وصوله إلى غد ليس منوطا بقدرته وإرادته. فيمكن أن يموت قبله مع أن تحقق التوبة قبله أسهل من تحققها بعده لأن المعصية إذا قويت كانت إزالتها أصعب، وأما علاج الخامس وهو الاعتماد على العفو فبأن يعلم أن الإيمان يضعف بالمعاصي فلعل إيمانه بسبب نقصانه يزول عند السكرات ولو بقي أمكن أن يعاقب بل العقوبة مظنونة لإخبار الصادقين بها فكيف يعمل عمل أهل النار وهو يتوقع أو يستيقن أنه من أهل الجنة.
7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن داود بن النعمان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس فقال: ألا اخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي يمنع رفده ويضرب عبده ويتزود وحده. فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا، ثم قال: ألا اخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شره. فظنوا أن الله لم يخلق خلقا هو شر من هذا، ثم قال: ألا اخبركم بمن هو شر من ذلك؟ قالوا:
بلى يا رسول الله، قال: المتفحش اللعان الذي إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه.
* الشرح:
قوله (الذي يمنع رفده ويضرب عبده ويتزود وحده) الرفد بالكسر: العطاء والصلة، وهو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أعطاه، أو أعانه بعطاء أو قول أو غير ذلك ومنه الرفادة لإطعام الحاج.
ولعل المراد بضرب العبد ضربه من غير ذنب، أو زايدا على القدر المشروع، أو مطلقا وكأن مضمون الحديث محمول على المبالغة، وعلى أن المؤمن ينبغي أن يكون في نظره كل واحدة من المعاصي وخلاف الآداب أعظم من الأخرى حتى إذا رأى عاصيا يظن أنه من حيث هو عاص شر خلق الله، وإذا رأى عاصيا آخر يظن فيه أيضا ذلك ففيه مبالغة في شرارتهم وخبثهم، وليس القصد فيه معنى التفضيل حقيقة، كما في قولك: هذه الطائفة كل واحد منهم شر من الآخر. فإنك قصدت به المبالغة في شرهم دون التفضيل، وفي قوله فظنوا دون علموا ايماء إليه والله أعلم، والتفحش «بد وناسزا گفتن»، واللعان للمبالغة في اللعن وهو من الله الطرد والإبعاد من الرحمة، ومن الخلق السب والدعاء على أحد.
8 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن سنان عن أبي
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430