لقطع رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) بل هو أولى بالقصد عند الإطلاق كما مر.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسن بن عطية، عن يزيد الصائغ قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل على هذا الأمر إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان، ما منزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر.
* الشرح:
قوله (هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر) هي أدنى منازل الكفر بحيث لو تجاوزه بأن أحل ذلك دخل في الكفر. ولعل المراد بالكفر هنا إنكار الرب، أو الأعم منه ومن إنكار الحق مطلقا بدليل قوله (وليس بكافر) لأنه ليس بكافر بالمعنى المذكور، وإلا فهو كافر بمعنى كونه تاركا للحق وسيجئ في باب وجوه الكفر اطلاق الكافر عليه.
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب.
* الشرح:
قوله (من علامة الشقاء جمود العين، وقسوة القلب، وشدة الحرص في طلب الدنيا، والإصرار على الذنب) الشقاء «بد بخت شدن» شقى يشقى شقاء: ضد سعد فهو شقي، والشقوة بالكسر، والشقاوة بالفتح اسم، ومنه أشقاه الله «بالألف»، وجمود العين كناية عن بخلها بالدموع من جمد الماء جمدا وجمودا من باب نصر: خلاف ذاب، وهو من توابع قسوة القلب وهي غلظته وشدته، والسعادة والشقاوة وقرب الحق والبعد منه واستحقاق الجنة والنار وإن كانت امورا معنوية لا يعلمها إلا الله عز وجل لكن لها علامات تدل عليه فمن علامة الشقاوة هذه الخصال المذكورة كما أن أضدادها وهي البكاء للخوف من الله والتأمل في أمر الآخرة ورقة القلب والزهد في الدنيا وعدم الإصرار على الذنب بالتوبة والاستغفار من علامة السعادة، وفيه تحريض على ترك تلك الخصال والأمراض المهلكة، وطلب أضدادها بالمعالجات النافعة مثلا يتأمل في سبب الإصرار على الذنب بأنه إما لعدم الإيقان باليوم الآخر، أو للغفلة عنه بسبب غلبة الشهوة واستيلاء شوق اللذات الحاضرة على النفس بحيث يتعسر عليها الانصراف عنها، أو لكون أمور الآخرة غائبة ولذات الدنيا حاضرة، والنفس إلى اللذات الحاضرة أميل منها إلى اللذات الغائبة كما قيل «كلما بعد عن العين بعد عن القلب» أو لكونه قاصدا للتوبة ولكن يؤخرها إلى غد وبعد غد، أو لاعتماده على عفو الله ثم يشتغل بالمعالجة أما علاج الأول فبأن يعلم أن الأنبياء والرسل قد أخبروا باليوم الآخر وهم أولى