مقررة لفاعل «تيمموا» ويحتمل أن يتعلق منه به ويكون الضمير المجرور للخبيث، والجملة حال منه، ولعل وجه المماثلة أن إيمان الزاني ناقص لا أنه معدوم بكله كما أن الإنفاق من المال الخبيث ناقص لا أنه ليس بإنفاق أصلا.
(ثم قال غير هذا أبين منه ذلك قول الله عز وجل (وأيدهم بروح منه) هو الذي فارقه) أي المفارق روح الإيمان وهو الملك الموكل به لهدايته أو قوة الإيمان أو نوره أو حقيقته على ما مر تفصيله دون الإيمان كله.
18 - يونس، عن ابن بكير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) الكبائر فما سواها قال: قلت: دخلت الكبائر في الاستثناء قال: نعم.
* الشرح:
قوله (قال قلت دخلت الكبائر في الاستثناء؟ قال: نعم) المراد بالاستثناء مغفرة ما دون الشرك لمن يشاء وإنما سمى استثناء لأنه في قوة لا يغفر إلا ما دون الشرك، وهذا السؤال بعد تفسيره (عليه السلام) ما دون الشرك بالكبائر فما سواها نشأ من نشاط النفس وانبساطها وفيه دلالة واضحة على أنه جل وعز يغفر الكبائر بدون التوبة ولكن قال لمن يشاء لئلا يجترى العبد بالمعصية لجواز أن لا تتعلق به المشيئة.
19 - يونس، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء؟ قال: نعم.
20 - يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول (من يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا) قال: معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار.
* الشرح:
قوله (قال معرفة الإمام واجتناب الكبائر) فسر الحكمة بهما لأنهما من أعظم أفرادها لا لانحصارها فيها، ولعل السر فيه أن الحكمة وهي معرفة ما ينبغي معرفته نور القلب، به يعرف المشروعات والمحظورات والمعقولات والمستحيلات وأعظم ذلك النور معرفة الإمام لأنها أصل لجميع الخيرات وأعظم ثمراته اجتناب الكبائر لكونه أفخم القربات واشتماله على أعظم الواجبات.
21 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): الكبائر تخرج من الإيمان؟ فقال: نعم وما دون الكبائر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزني