شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٦٧
حق تشمل عوام المؤمنين وهي تقوى الشرك وحقيقتها غاية يبلغها خواص الأولياء كما قال عز وجل (اتقوا الله حق تقاته) ثم للحقيقة علامات منها الإعراض عن الدنيا وعدم الميل ونور الإيمان إذ بها يهتدي الطالب إلى المطلوب ويعرف بين أهل السماوات والأرضين، وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبدا، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضا وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه بالمعاني الثلاثة ثم إذا تاب عاد إلى محله، وقد يعود الروح بالمعنيين الآخرين قبل التوبة أيضا، والضمير المجرور في قوله «بروح منه» راجع إلى الله أو إلى الإيمان. ومن هذا الإجمال يظهر حقيقة المقال، والله أعلم.
12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان. قال: قلت [له]: أرأيت إن هم؟
قال: لا، أرأيت إن هم أن يسرق أتقطع يده؟.
* الشرح:
قوله (قال يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان) الظاهر أن المراد بروح الإيمان هنا أحد المعنيين الأخيرين المذكورين حيث لم يقيد العود بالتوبة ويمكن أن يراد بها حقيقته بقرينة قوله عاد الإيمان، ولعل المراد أنه يسلب منه شعبة من شعب الإيمان وهي ايمان أيضا فإن المؤمن يعلم أن الزنا مهلك ويزهر نور هذا العلم في قلبه ويبعثه على كف الآلة عن الفعل المخصوص، وكل واحد منهما - أعني العلم والكف - ايمان وشعبة من الإيمان أيضا فإذا غلبت الشهوة على العقل وأحاطت ظلمتها بالقلب زال عنه نور ذلك العلم واشتغلت الآلة بذلك الفعل فانتقصت من الإيمان شعبتان، وإذا انتقصت الشهوة وعاد العقل إلى ممالكه وعلم وقوع الفساد فيها وشرع في اصلاحها بالندامة عن الغفلة صار ذلك الفعل كالعدم أو زالت تلك الظلمة عن القلب ويعود نور ذلك العلم فيعود ايمانه ويصير كاملا بعد ما صار ناقصا (قال قلت [له] أرأيت إن هم) أي أخبرني إن هم أن يزني هل هو مثل أن يزني في العقوبة؟
(قال: لا) أي ليس هم الزنا مثل فعله فيها.
(أرأيت إن هم أن يسرق أتقطع يده) ليس المقصود منه إثبات الحكم بالقياس بل المقصود منه تقوية الحكم بالتماثل وإن كان كل مستندا إلى نص.
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430