حق تشمل عوام المؤمنين وهي تقوى الشرك وحقيقتها غاية يبلغها خواص الأولياء كما قال عز وجل (اتقوا الله حق تقاته) ثم للحقيقة علامات منها الإعراض عن الدنيا وعدم الميل ونور الإيمان إذ بها يهتدي الطالب إلى المطلوب ويعرف بين أهل السماوات والأرضين، وروح الإيمان إذ بها حياة الإيمان وحياة قلب المؤمن أبدا، وقد يطلق روح الإيمان على ملك موكل بقلب المؤمن يعينه ويهديه في مقابل شيطان يضله ويغويه وعلى نصرة ذلك الملك أيضا وحينئذ لا ريب في أنه إذا زنى المؤمن فارق عنه حقيقة الإيمان وكماله ونوره كما دل عليه بعض الروايات وروحه بالمعاني الثلاثة ثم إذا تاب عاد إلى محله، وقد يعود الروح بالمعنيين الآخرين قبل التوبة أيضا، والضمير المجرور في قوله «بروح منه» راجع إلى الله أو إلى الإيمان. ومن هذا الإجمال يظهر حقيقة المقال، والله أعلم.
12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان. قال: قلت [له]: أرأيت إن هم؟
قال: لا، أرأيت إن هم أن يسرق أتقطع يده؟.
* الشرح:
قوله (قال يسلب منه روح الإيمان ما دام على بطنها فإذا نزل عاد الإيمان) الظاهر أن المراد بروح الإيمان هنا أحد المعنيين الأخيرين المذكورين حيث لم يقيد العود بالتوبة ويمكن أن يراد بها حقيقته بقرينة قوله عاد الإيمان، ولعل المراد أنه يسلب منه شعبة من شعب الإيمان وهي ايمان أيضا فإن المؤمن يعلم أن الزنا مهلك ويزهر نور هذا العلم في قلبه ويبعثه على كف الآلة عن الفعل المخصوص، وكل واحد منهما - أعني العلم والكف - ايمان وشعبة من الإيمان أيضا فإذا غلبت الشهوة على العقل وأحاطت ظلمتها بالقلب زال عنه نور ذلك العلم واشتغلت الآلة بذلك الفعل فانتقصت من الإيمان شعبتان، وإذا انتقصت الشهوة وعاد العقل إلى ممالكه وعلم وقوع الفساد فيها وشرع في اصلاحها بالندامة عن الغفلة صار ذلك الفعل كالعدم أو زالت تلك الظلمة عن القلب ويعود نور ذلك العلم فيعود ايمانه ويصير كاملا بعد ما صار ناقصا (قال قلت [له] أرأيت إن هم) أي أخبرني إن هم أن يزني هل هو مثل أن يزني في العقوبة؟
(قال: لا) أي ليس هم الزنا مثل فعله فيها.
(أرأيت إن هم أن يسرق أتقطع يده) ليس المقصود منه إثبات الحكم بالقياس بل المقصود منه تقوية الحكم بالتماثل وإن كان كل مستندا إلى نص.
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة