شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٢٦٥
لا يقال: قول الملائكة هذا بناء على أنهم يريدون ستره، وهذا ينافي قولهم المذكور قبله لاشعاره بأنهم يريدون هتك ستره.
لأنا نقول: دلالة قولهم الأول على ذلك ممنوع لاحتمال أن يكون طلبا لإصلاحه، ولو سلم فيحتمل أن يكون طلبهم هتك الستر أولا نظر إلى عظمة معصية الرب عندهم ثم بدا لهم طلب الستر له نظرا إلى شفقتهم ببني آدم، ويمكن أن يراد بالملائكة ثانيا غير من رفع أجنحتهم فلا منافاة بين القولين لاختلاف القائلين لكن يأباه قوله «ما أمركم أن ترفعوا أجنحتكم عنه» إلا أن يراد بالخطاب جنس الملائكة.
ورواه ابن فضال، عن ابن سكان.
10 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكبائر القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من الزحف، فقيل له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها، أتخرجه من الإيمان، وإن عذب بها فيكون عذابه كعذاب المشركين، أوله انقطاع؟ قال: يخرج من الإسلام إذا زعم أنها حلال ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه يعذب عليها وأنها غير حلال فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه من الإيمان ولا يخرجه من الإسلام.
* الشرح:
قوله (الكبائر القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله) الظاهر أن القنوط واليأس مترادفان (1) فالجمع بينهما للتأكيد والمبالغة مع احتمال أن يكون النظر في القنوط إلى قصور الرحمة وفي اليأس إلى عظمة المعصية وحرمان صاحبها من الرحمة أو يكون الروح غير الرحمة كالتنفيس من الكرب والعقوبة وقد ذكرنا ما يتعلق به سابقا ولا بأس أن نشير إليه ثانيا مبالغة لترك هذه الخصلة الذميمة فنقول: اليأس، وهو ضد الرجاء، من الكبائر الموبقة لأن فيه جحدا للرحمة والمغفرة وخروجا من التوحيد وقد جاء في كثير من الآيات الدالة على شمول الرحمة للمذنبين مثل (رحمتي وسعت

1 - «القنوط واليأس مترادفان» وسره أن الآيسين من روح الله يتمادون في المعاصي ويزيد شرحهم بالنسبة إلى أنفسهم وإلى غيرهم، أما بالنسبة إلى غيرهم فواضح فإن السارق والقاتل إذا أيس من رحمة الله سرق وقتل أكثر مما فعل، وأما بالنسبة إلى نفسه فيزيد ظلمة على ظلمة في قلبه وانحطاطا أكثر من انحطاطه عن السعادة الأخروية كفقير يسرق ومريض يشرب السم. (ش).
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430