البطون للتأكيد مثل (يطير بجناحيه) ونظرت بعيني (وسيصلون سعيرا) صلى بالنار وصليها من باب علم: وجد حرها، والسعير فعيل بمعنى مفعول من سعرت النار سعرا من باب منع إذا أوقدتها أي يلزمون النار المسعورة الموقدة ويقاسون حرها وشدائدها، وقيل فيه إعادة لما سبق ليعلم أن أكل مال اليتيم سبب تام لدخول النار لا أنه سبب ناقص صغير بل هو كبير من الكبائر.
(وأكل الربا لأن الله عز وجل يقول: (الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)) المس: الجنون وهو متعلق ب «لا يقومون» أو ب «يقوم» أو يتخبطه أي لا يقومون من القبور إلا قياما مثل قيام الشخص الذي يتخبطه الشيطان ويجعله مصروعا من الجنون، وهذا بناء على زعم العرب (1) أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرعه والخبط حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتساق كخبط العشواء، حاصله كما صرح به بعض الأصحاب أنهم لا يقومون من قبورهم بسبب الربا ووزره وثقله عليهم قياما مثل قيام صحيح العقل بل مثل قيام المجانين فيسقطون تارة ويمشون على غير الاستقامة أخرى ولا يقدرون على القيام أخرى فكان ما أكلوا من الربا أربى في بطونهم وصار شيئا ثقيلا على ظهورهم فلا يقدرون على القيام والمشي على الاستقامة، وقيل يكون علامة لهم يوم القيامة (2) يعرفون بها كما أن لبعض المعاصي علامة يعرف صاحبه بها وكذا الطاعات (والسحر) الظاهر أن تعليمه وتعلمه والعمل به كبيرة وجوز بعضهم تعلمه ليبطل على