بل نزل من العالم الروحاني (1) وتعلق بهذا البدن تعلق تصرف وتدبير، والبدن وقواه وآلاته وحواسه خدمة له يحصل له بسببها معرفة صنع الله تعالى وآثاره في عالم المحسوسات وقرب الحق وصفات الملائكة إذا طاب وقهر على خدمه واستعملها فيما هو مطلوب لربه، وأما إذا خبث بغلبة الخدمة عليه بعد عن ربه واتصف بصفات الشياطين وأنكر المعروف وأهله وأقر بالمنكر وأهله.
والله سبحانه رقيب شاهد عليه يلقى إليه المعروف ويوكل إليه ملكا ينفخ فيه الخير ويأمره به فإذا مال إليه ميلا ما وخطر فيه قبوله وعلم الله منه ذلك طيبه من الرذائل وأيده بالنصرة والتوفيق وأراد به ذلك الخير فيأخذ الملك بأمر الله يده وعنقه ويصرفه عن مسلك الباطل إلى منهج الخير وعن ولاية الكاذبين إلى ولاية الصادقين فيصير غالبا بعد ما كان مغلوبا ويتوجه إلى المعروف ويعرض عن المنكر ويثبت فيه كلمة الحق، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة عن أبيه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اجعلوا أمركم هذا لله ولا تجعلوه للناس، فإنه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى السماء ولا تخاصموا بدينكم الناس فإن المخاصمة ممرضة للقلب إن الله عز وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن