إلى النجوم من قتل الحسين (عليه السلام) كما روى أو أراد أنه سيصير سقيما كما قيل ولعل الاستشهاد على التقية أنه كان مبغضا ومعاندا لهم وكارها للخروج معهم ولم يظهر ذلك عليهم خوفا وتقية وتمسك في مفارقتهم بما ذكر والله يعلم.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد، جميعا: عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب ابن بشر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا.
* الشرح:
قوله (لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية) لأن بالتقية يعبد الرحمن ويبقى على وجه الأرض أهل الإيمان.
(يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله) في الدنيا بعلمه وبقائه وبقاء أهله وعشيرته وإمامه ومجاهدته مع أعداء الحق وغلبته عليهم وعدم ذله بالضرب والقتل والنهب والسبي لأن التقية باب من أبواب المجاهدة وجنة في دفع شرهم، وفي الآخرة بالأجر الجميل والثواب الجزيل لإبقاء نفسه ودينه وغيرهما بتلك الحيلة.
(يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا) لعل المراد بالناس الفرقة الناجية، والهدنة بالضم: الاسم من هدن إذا صلح، وبالفارسية «آشتى» والمقصود أن الفرقة الناجية في عصر بنبغي لهم الهدنة والمماشاة والتقية مع أهله فمتى كانت هدنة كانت لهم تقية، وإذا زالت الهدنة بخروج القايم (عليه السلام) في ظهور دولة الحق زالت التقية.
5 - أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير، لو أن الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.
* الشرح:
قوله (لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية) أي لآذوكم، فالأكل مستعار للإيذاء، وسابوكم وحسموكم. يقال نحل فلانا إذا سابه وحسمه.