يقتضيه آراؤهم الفاسدة وإنكم أخذتم دينكم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن علي (عليه السلام) ولا سواء بينهما وبينهم ولا بينكم وبينهم لأنكم حزب الله وهم حزب الشيطان فليس في تركهم مضرة لكم ولا في مخالطتهم منفعة لكم، ثم أشار إلى أن من كتب إيمانه بقلم التقدير وكان مؤمنا في علم الله فهو يؤمن دعي أم لم يدع بقوله (إنني سمعت أبي يقول: إن الله إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الأمر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره) وهو بفتح الواو وسكون الكاف عش الطائر وموضعه الذي يبنيه من دقاق العيدان ونحوها للتفريخ.
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق قوما للحق فإذا مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه، وخلق قوما لغير ذلك فإذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه.
* الشرح:
قوله (ان الله عز وجل خلق قوما للحق فإذ مر بهم الباب من الحق قبلته قلوبهم) قبول الحق والباطل وإنكارهما ليسا باعتبار أنه خلقهم على ذلك بل باعتبار أنهم كانوا كذلك فخلقهم لذلك كما أشرنا إليه سابقا فلا يلزم الجبر فتأمل.
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور فأضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قبله نكتة سوداء، فأظلم لها سمعه وقلبه، ثم تلا هذه الآية (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء).
* الشرح:
قوله (ان الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور) يعنى إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا لصفاء قلبه وميله إليه أو علم منه ذلك نكت في قلبه نكتة من نور العلم والإيمان أو اللطف والتوفيق والفيض وهي هدايته الخاصة (فأضاء لها) أي لأجل تلك النكتة النورانية (سمعه وقلبه) وسائر أعضائه فيهتدي كل عضو إلى ما هو مطلوب منه ويتوجه إليه ويعرض عن غيره حتى يكون حرصه على الإيمان والولاية أشد من حرصكم عليها كزيادة حرص الجوعان في الطعام على حرص الشبعان.