شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٠٩
قوله (يا ثابت مالكم والناس كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم) نهى (عليه السلام) عن مخاصمة الناس في أمر الدين وأمر بكف النفس عن الوقوع فيهم ومناظرتهم وعن دعائهم إلى أمر الإمامة لكون ذلك أصلح للفرقة الناجية ثم أشار إلى أن المجادلة لا يترتب عليها أثر مؤكدا بالقسم وقال: لو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا وتظاهروا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته أي عذابه وسلوكه في الآخرة طريق جهنم بسبب كفره وعصيانه أو يعلم ضلالته عن طريق الخير وأرادوا أن يوصلوه إلى طريق الحق طوعا أو كرها ما استطاعوا أن يهدوه لضرورة أن مراد الله تعالى ومعلومه واقعان لا مرد لهما، وكذا لو اجتمعوا على أن يضلوا عبدا عن طريق الحق يريد الله هداه أي إثابته بالجنة أو سلوكه في الآخرة طريقها بسبب الإيمان والطاعة أو يعلم هدايته وسلوكه طريق الحق ما استطاعوا أن يضلوه لما مر، ثم أمر بالكف عن الناس حتى عن الأقارب ودعائهم إلى الحق على سبيل التأكيد دفعا للحمية العصبية وعلل بأن الله إذا أراد بعبد خيرا لطفا وتفضلا أو بواسطة رجوعه إليه واستعداده لقبوله طيب روحه عن العقائد الخبيثة وطهره عن الجهل المركب فلا يسمع بعد ذلك معروفا إلا عرفه وأقربه ولا منكرا إلا أنكره وعدل عنه، ثم يقذف الله في قلبه لحسن استعداده كلمة يجمع بها أمره وهي أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين لأنهم كلمات الله العليا وآياته الكبرى، ويحتمل أن يراد بها ملك موكل بالقلب لتسديده وإن أردت زيادة التوضيح لهذا الحديث وغيره من أحاديث هذا الباب فارجع إلى ما ذكرنا في باب الهداية من آخر كتاب التوحيد.
3 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن مروإن، عن الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ندعو الناس إلى هذا الأمر؟ فقال: يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه حتى أدخله في هذا الأمر طائعا أو كارها.
* الشرح:
قوله (ندعو الناس إلى هذا الأمر فقال يا فضيل) كان الفضيل توهم بملاحظة كثرة شيعته (عليه السلام) أنه يجوز لهم دعوة الخلق علانية إلى خلافته (عليه السلام) وأنه يجوز له إظهار إمامته على رؤوس الأشهاد فمنعه (عليه السلام) لأنه لم يكن ذلك الزمان إبان ظهور دولة الحق وأخبره بأن الهداية موهبية يدخل في هذا الأمر بدون الدعوة الظاهرة المثيرة للفتن الموجبة لاستيصال الشيعة [إلا] من شاء الله كما هو المشاهد في هذا العصر والمعلوم في غيره من الأعصار.
واعلم أن الإنسان مركب من أمرين أحدهما ما يرى وهو هذا البدن والثاني مالا يرى ويقال له الروح والنفس الناطقة والقلب وهو حقيقة الإنسان عند استكماله وليس من هذا العالم الجسماني
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430