(فائدة - 24) (سؤال) قد ضرب الله الحق والباطل في سورة الرعد بالماء المنزل من السماء والزبد الرابى عليه وبالفلز الموقد عليه في النار وزبده فقال عز من قائل (انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حيلة أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال).
ولابد في المثال من الشباهة التامة الموجبة لبلاغته وكلما ازداد شباهة ازداد بلاغة.
وقد سمعت ان بعض مدعى العلم من النصارى أورد بأنه لا بلاغة في المثالين لفقد الشباهة التامة وان المثال البليغ هو النور والظلمة والمسؤول منكم ان توضحوا لنا وجه بلاغة المثالين كمال الايضاح بحيث لم يبق مجال الريب للمرتابين هكذا صورة السؤال.
أقول بعون الله تعالى ومشيته انه قد شبه في الآية الكريمة كلمة الحق بالماء المنزل من السماء وكلمة الباطل بالزبد والقلوب بالأرض وفى هذه المرحلة التشبيه بالماء والزبد أبلغ من النور والظلمة من جهات عديدة وهو يتوقف على بيان صفات الماء وشان الزبد وموازنتهما بصفات كلمة الحق وشان كلمة الباطل.
فاعلم أن من صفات الماء التي يمتاز بها عن سائر الموجودات ان حياة كل