فائدة - 5 لو كان مجنبا عن حلال ثم أجنب عن حرام فهل يكون عرقه نجسا بناءا على نجاسة عرق الجنب عن حرام قيل لا لان الجنابة لا تتكرر والا لزم اجتماع المثلين في محل واحد فكما لا يصير المتطهر متطهرا ثانيا باغتساله ثانيا فكذلك الجنب لا يصير جنبا ثانيا بالوطي أو الانزال ثانيا عن حلال أو حرام حتى يصير عرقه نجسا إذا كانت الجنابة الثانية عن حرام.
والتحقيق ان العرض على قسمين منها بسيط لا مراتب له شدة وضعفا كالعقود والايقاعات فلا يترتب حينئذ على انشاءات المتكررة اثر أصلا وإنما يتحقق بواحد منها العلقة الحاصلة ولا يترتب على المكرر منها عقد أو ايقاع جديد أو شدة وقوة فيه لعدم اشتداد العلقة بتكرر أسبابها.
ومنها ماله مراتب شدة وضعفا كالحدث والخبث والطهارة عن أحدهما فيترتب على المتكرر من أسباب الحدث والخبث والطهارة القوة والشدة ولذا ترى انه قد يكتفى في إزالة خبث بغسلة ولا يكفي في إزالة خبث آخر الا بغسلتين وليس هذا الا لكون بعض الأخباث أقوى من آخر فما تنجس بما يكتفى في إزالة خبثه بغسلة لو لاقى خبثا رطبا لا يكتفى في ازالته الا بغسلتين لا يطهر الا بهما ولو لم يتنجس المتنجس ثانيا بملاقاته للنجاسة ولو على وجه الاشتداد لزم ان يكتفى فيه بغسله مرة واحدة مع أن توقف طهارته على الغسلتين حينئذ في غاية الوضوح.