(فائدة - 25) قال عز من قائل في سورة المؤمنون (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ثم انكم بعد ذلك لميتون ثم انكم يوم القيمة تبعثون.
اسئولة الأول انه من المعلوم انه تعالى شأنه في مقام الاستدلال بخلقة الأطوار المختلفة للانسان على وجود الصانع تبارك وتعالى شانه وان الانسان لم يترك سدى وانه مبعوث بعد الموت ولعل الطبيعي يقول الاستدلال بالأطوار المختلفة على وجود الصانع شبه مصادرة على المطلوب لان الطبيعي يقول اختلاف الأطوار ثابت بالطبيعة والموحد يقول لا يحصل الا بتدبير الصانع وتصويره وخلقته والمسؤول منكم ان تشرحوا لنا وجه دلالة الأطوار المختلفة على الخلقة وبطلان الطبيعة.
والثاني وجه العدول عن خلقنا إلى جعلنا في خصوص الفقرة الثانية مع التعبير بالخلقة في صدر الآية وفى جميع الفقرات الاخر سواها.
والثالث وجه التعبير بكلمة ثم في مواضع ثلاثة والتعبير بالفاء في ثلاثة آخر مع أن الظاهران الجملة الثالثة مثل الجمل التالية المعطوفة بالفاء والرابع وجه التعبير بصيغة الجمع في قوله عز من قائل: (فتبارك الله أحسن الخالقين) مع أنه لا خالق غير الله بينوا لنا مشروحا ما يرتفع به الحجاب عن وجه المطلوب توجروا.