(فائدة - 29) قد اشتهر القياس المعروف وهو قولهم العالم متغير وكل متغير حادث فالعالم حادث.
وهنا سؤال وهو انه ما المراد من التغير فإن كان المراد منه اختلاف الأحوال وتبدلها فهو دليل على حدوث الأحوال لا على حدوث ذيها لجواز حدوث الأحوال الطارية مع قدم ذيها وإن كان المراد منه امر آخر فمن علينا ببيانه مع وجه دلالته على الحدوث بينوا توجروا.
فأقول بعون الله تعالى ومشيته التغير من باب التفعل ومفاده مطاوعة التفعيل كما يشهد به موارد الاستعمالات وصرح به أهل العربية فمعنى التغير مطاوعة التغير وهو على قسمين حسي وتحليلي وينقسم كل منهما إلى قسمين أيضا.
اما الحسى فاحد قسميه عبارة عن تركب كل جسم من الأجسام جمادها ونباتها وحيوانها من اجزاء متغايرة فكل جزء منها متغير عما هو عليه من عدم التركب والانضمام.
وثانيهما عبارة عن اختلاف الأحوال الطارية فكل واحد منها متغير عن حال إلى حال.
واما التحليلي فاحد قسميه عبارة عن تركب كل موجود من موجودات العالم مجردها وماديها من الوجود والماهية فكل ممكن زوج تركيبي كما أن كل زوج