(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) والحمد لله الذي هدانا إلى توحيده وتصديق رسله وسفرائه عليهم السلام (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) ثم إن عروج الانسان في أطوار خلقته إلى مرتبة قال تعالى شانه عقيب كمال خلقته (فتبارك الله أحسن الخالقين) دليل على أنه مخلوق لغرض مهم وامر خطير فلو لم يكن له بعث ولا نشور بعد موته حتى يثاب على طاعته ويعاقب على معصيته مع كونه مختارا في دار الدنيا في الطاعة والعصيان لكان خلقه على هذا الوجه من الكمال لغوا عبثا (تعالى الله عن ذلك علوا) كبيرا.
وقد أشار إلى ذلك جل ذكره بقوله عز من قائل (ثم انكم يوم القيمة تبعثون).