تقدم عليه، وإنكاره ما صنعوه في ذلك، وخصومنا لعنادهم الحق وتجاهلهم يجعلون الأخبار الشاذة في كراهة نفر معدودين لبيعة أمير المؤمنين (ع) قدحا في إمامته ولا يجعلون ما ذكرناه من خلاف وجوه المسلمين وعامة المؤمنين والأنصار والمهاجرين في إمامة الثلاثة النفر المذكورين حجة في بطلانها ولا إنكارهم لذلك وكراهتهم لها قدحا فيها ويدعون مع ذلك يعجبهم وجرأتهم وقلة أمانتهم إجماع الأمة عليهم (إن هذا هذا لشئ عجاب) مع أني مثبت طرفا من الأخبار التي جاءت ببيعة أمير المؤمنين (ع) وإنها كانت على وفاق ما ذكرت في أول الباب من الرغبة إليه في قبولهما منهم والإيثار لتقدمه عليهم والاختيار ما قصدنا به الإيضاح عنه من ثبوت إمامته على أصول الموافقين من شيعته والمخالفين لهم في ذلك حسب ما بيناه إن شاء الله تعالى.
امتناع علي من البيعة:
فمن روى خبر البيعة وما كانت عليه الحال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه المصنف في حرب البصرة عن سيف بن عمر عن محمد ابن عبد الله بن سوادة وطلحة بن الأعلم وابني عثمان أجمع قالوا بقيت المدينة بعد قتل عثمان خمسة أيام وأميرها الغافقي بن حرب العكي (1) والناس يلتمسون من يجيبهم لهذا الأمر فلا يجدون فيأتي المصريون عليا فيختبئ عنهم ويلوذ بحيطان المدينة فإذا لقوه يأبى عليهم، قال وروى إسحاق بن راشد عن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن ابن أثري