في اقتباسه وتعليمه. فمن الآيات قوله تعالى - هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون - وقوله تعالى وقل رب زدني علما. وقوله تعالى - إنما يخشى الله من عباده العلماء - والآيات في ذلك كثيرة معلومة. ومن الاخبار قوله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " رواه البخاري ومسلم وقوله صلى الله عليه وسلم لعلى رضى الله تعالى عنه " لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " رواه سهل عن ابن مسعود وقوله صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " والأحاديث في ذلك كثيرة معلومة مشهورة. ومن الآثار عن علي رضى الله تعالى عنه: كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى بالجهل ذما أن يتبر أمنه من هو فيه وعن علي رضى الله تعالى عنه أيضا العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالانفاق وعن الشافعي رضى الله تعالى عنه: من لا يجب العلم لا خير فيه فلا تكن بينك وبينه، معرفة ولا صداقة فإنه حياة القلوب ومصباح البصائر. وعن الشافعي أيضا رضى الله تعالى عنه: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. وعن ابن عمر لعنة الله عليه عنهما قال " مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة " والآثار في ذلك كثيرة معلومة. ثم اعلم أن ما ذكرناه في فضل العلم إنما هو فيمن طلبه مريدا به وجه الله تعالى، فمن أراده لغرض دنيوي كمال أو رياسة أو منصب أو جاه أو شهرة أو نحو ذلك فهو مذموم قال الله تعالى - من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من صيب - وقال صلى الله عليه وسلم " من تعلم علما ينتفع به في الآخرة يريد به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة " أي لم يجد ريحها وقال صلى الله عليه وسلم " أشد الناس عذابا يوم القيامة " أي من المسلمين عالم لا ينتفع بعلمه وفى ذم العالم الذي لم يعمل بعلمه أيضا أخبار كثيرة وفى هذا القدر كفاية لمن وفقه الله تعالى. والفقه لغة الفهم مطلقا كما صوبه لا سنوي واصطلاحا كما في قواعد الزركشي معرفة أحكام الحوادث نصا واستنباطا (على مذهب)
(١٠)