للوضوء من أجر عند الله - كما ادعاه ويفهم من سياق الحديث وقول الخليفة - بل إن في كلامه إشارة إلى أمر خفي أراد أن يختبر به أولئك الصحابة، وذلك بإحداثه بعض الشئ في الوضوء.. فرأى منهم السكوت!
وسؤاله يحمل عامل إثارة.. فما هو ذلك؟
ربما تكون النصوص السابقة، وما جاء في صدر الدراسة (إن ناسا) هي المنعطف في تاريخ الوضوء، وبمثابة المقدمة للإحداث الكلي فيه، فالخليفة أراد أن يختبر أثر ما رآه ورواه عن رسول الله، باختراعه الغسلة الثالثة في غسل الأعضاء وجعلها جزءا من وضوء رسول الله لما في ذلك من تعمق وزيادة في الوضوء.
نعم، أراد أن يتعرف على تأثير هذا الإحداث ومدى تقبل الصحابة له، فهل سيواجه بانتقادهم له أم لا؟؟ وإذا ما كانت الأمور مهيأة له فسيلحقه بغسل الأرجل وغيرها!!
إن المطالع في مصنف ابن أبي شيبة - السالف الذكر - يتأكد بأن ضحك الخليفة لم يكن لأجل ما للمؤمن من أجر، إذ ما جاء فيها لم يذيل بذلك... ولذا، فلا يمكننا الحكم جزما بأن سبب ضحك الخليفة هو من حط الذنوب عن المتوضئ وذلك لما عرفنا من ملابسات الأمور!!
ولا ندري ما هو جواب عثمان فيما لو سئل عن سبب وسر ضحكه، وعن علاقة الربط فيما بين الضحك والوضوء؟!
ثم لماذا لا يذيل باقي الصحابة الناقلين لصفة وضوء رسول الله رواياتهم بألفاظ (الإسباغ) و (الإحسان) و...؟
ولماذا لا نراهم يشهدون أحدا على وضوءاتهم؟!
وكيف بهم لا يتبسمون - ناهيك عن الضحك - قبل وبعد الوضوء؟!
ولم يختص عثمان بنقل ضحك رسول الله دون غيره في أحاديث الوضوء؟
هذا وقد أورد أحمد في مسنده - وكما قلنا - روايتين عن عثمان، نسب