نفسه عندما وافق عبد الرحمن بن عوف على لزوم الاقتداء بالشيخين في كل ما يعني دون اجتهاد، عند انتخابه خليفة، ولم يوافق الإمام علي على ذلك حينئذ قائلا: إن الزمن قد تغير، فكان سبب تولي عثمان الخلافة هو سبب سقوطه (1).
4 - قال الأستاذ عز الدين عبد السلام:
من العجب العجيب أن الفقهاء المقلدين يقف أحدهم على ضعف قول إمامه بحيث لا يجد لضعفه مدفعا وهو مع ذلك مقلد فيه، ويترك من شهد الكتاب والسنة والأقيسة الصحيحة لمذهبهم، جمودا على تقليد إمامه، بل يتحيل لظاهر الكتاب والسنة ويتأولهما بالتأويلات البعيدة الباطلة، نضالا عن مقلده. ولم يزل الناس يسألون من اتفق من العلماء، إلى أن ظهرت هذه المذاهب ومتعصبوها من المقلدين، فإن أحدهم يتبع إمامه مع بعد مذهبه عن الأدلة، مقلدا فيما قال كأنه نبي مرسل. وهذا نأي عن الحق، وبعد عن الصواب لا يرضى به أحد من أولي الألباب (2).
5 - قال جمال الدين بن الجوزي:
إعلم أن المقلد على غير ثقة فيما قلد فيه، وفي التقليد إبطال منفعة العقل، لأنه إنما خلق للتدبر، وقبيح بمن أعطي شمعة يستضئ بها أن يطفئها ويمشي في الظلمة.
واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر فيما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل (3).
6 - قال الدهلوي:
فأي مذهب كان أصحابه مشهورين وأسند إليهم القضاء والافتاء واشتهرت تصانيفهم في الناس ودرسوا درسا ظاهرا انتشر في أقطار الأرض، ولم يزل ينتشر