فمات قبل تنقيحه وتهذيبه، فبقي على حاله، ثم إن ابنه عبد الله ألحق به ما يشاكله وضم إليه من مسموعاته ما يشابهه ويماثله.
فإذا علمنا أن أحمد توفي في خلافة المتوكل، وأنه مات ولم ينقح مسنده - كما يقولون - علمنا أنه ألفه وجمعه في ظل العطف المتوكلي، وأنه كما قدمنا استقى كثيرا من أحاديث الموطأ وسار على نهج مالك، وقد اتحد نتاجهما في كونهما كتبا أيام العباسيين، فمالك - كما عرفت - كتبها للمنصور، وأحمد كتبها أيام المتوكل.
ولم يعرف عن أحمد كتاب في الفقه إلا بعض الكراسات، وقيل أنه كان ينهى عن تدوين آرائه الفقهية، لكن أصحابه كتبوا ذلك في أكثر من ثلاثين سفرا.
وقد نسبت إليه رسالة في الصلاة، كتبها إلى إمام صلى وراءه فأساء في صلاته، والمناسك الكبير والمناسك الصغير.
وليس فيما كتب استنباط وإعمال فكر، بل يغلب فيه الأثر.