قال: أفتظنون خلفه عند غير عترته وأهل بيته الأقرب فالأقرب؟
قالوا: لا.
قال: أفتشكون أن أهل البيت معدن العلم، وأصحاب ميراث رسول الله (ص) الذي علمه الله؟
قالوا: اللهم لا (1).
كانت هذه سياسة العباسيين في بدء الأمر، لكنا نراهم ينحرفون عن هذا النهج، فصاروا لا يسمحون لشيعة علي بالتحديث (2) عنه وعن رسول الله! وفي نفس الوقت يدعون أنهم هم آل محمد الذين أكد الرسول على محبتهم، والمطالبة بحقهم. جاء في خطبة أبي العباس السالفة الذكر:
(يا أهل الكوفة، أنتم محل محبتنا، ومنزل مودتنا، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك، ولم يثنكم ذلك تحامل أهل الجور عليكم، حتى أدركتم زماننا، وأتاكم الله بدولتنا، فأنتم أسعد الناس بنا، وأكرمهم علينا، وقد زدتكم في أعطياتكم بمائة درهم (3).
وهو مما يؤكد على هذه الحقيقة، فإنه بعدما طرح أسلوب اللين أردفه بالأسلوب التوعدي والتوبيخي فأخذ يقول: أنا السفاح المبيح، والثائر المبير...
بهذا الأسلوب سعوا للسيطرة على الأمة وساقوهم إلى ما يريدون. وإن استغلال الشرف الهاشمي كان أنجح أسلوب اتبعوه في سياستهم، ولم يكونوا كالأمويين في تعاملهم مع أولاد علي، بل تستروا بقناع الدعوة إلى أهل البيت والدفاع عن حقوق المظلومين، ثم ادعوا أنهم أهل البيت وأخذوا في تحريف