مقدمة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريته المبعوث رحمة للعالمين و الناسخ بشريعته السمحاء شرايع الأولين، وعلى عترته الذين فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن وعيبات علم الملك العلام، أساس الدين وعماد اليقين، فسعد من اهتدى بهداهم وشقي من تنكب عن سبلهم.
أما بعد، فنشكر الله تبارك وتعالى على أن وفقنا لتقديم هذا الجزء، وهو الجزء الثاني من موسوعتنا، إجابة " لأهل العلم والفضل، مع كثرة الموانع وصعوبة هذا التحقيق الابداعي وعدم مثيل ونموذج لكي نستمد منه، وما يسر لنا الاجتياز من العوائق والموانع مع كثرتها، والتفوق عليها، إلا فضله ورحمته جل جلاله وعظم شأنه، وما بكم من نعمة فمن الله.
ويجب التأكيد (كما أشرنا في مقدمة الجزء الأول) على أن الهدف الأساسي الاتيان بآراء المحشين ونظرياتهم قدس الله أسرارهم بصورة تعاليق على متن المكاسب (الذي له دور جاد في الاجتهاد والفقاهة) في المواضع التي تناسبها وإن كان في الكتاب المأخذ تحت عنوان آخر، وإن كان أيضا " يوجب كثيرا " ما البينونة والتفكيك حتى بين عبائرهم أو أدلتهم المتتابعة المأتية بها في طي كلام واحد، ولكن هذا كله مع رعاية جانب التحفظ والاحتياط، بحيث لا يخل بالمقصود ولا يضر بالمرام.