منه أنه لم يسلم فلا يقبل إسلامه، وأما إذا أظهر الشهادتين ولو كرها ثم لم يستقر على دينه ولم يأت بما هو مناف لظاهر الاسلام فإنه بحسب الظاهر يحكم باسلامه لاحتمال مقارنة الاسلام للقصد - مضافا إلى فعل النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام فإنهما كانا يرتبان أحكام الاسلام على الذي أسلم كرها كما يظهر من كلام الإمام السجاد عليه السلام في خطبته التي ألقاها في مجلس يزيد بن معاوية بالشام حيث قال في خلالها: أنا ابن من ضرب خراطيم العرب حتى قالوا: لا إله إلا الله " فيعلم من ذلك أن الاسلام الاكراهي محقق للاسلام، وإلا فلا معنى لضربه لخراطيمهم لأن يقولوا: شيئا لا تترتب على ذلك فائدة ولا يتحقق به الاسلام كما لا يخفى.
قال في الجواهر: ولعل قول رسول الله (ص) لأسامة لما قتل الأعرابي الذي أظهر الاسلام مقارنا للخوف مدعيا أنه كان ذلك منه خوفا: هلا شققت عن قلبه " ظاهر فيما قلناه انتهى والحاصل أن الاسلام الاكراهي محقق للاسلام الظاهري