188 - 2 ثم يتحقق بحقيقة الوجود الجمعي الذي به يجد المقصود في كل شئ (1) بحكم السريان في كل معدوم وموجود، ثم يتجرد عن جميع الملابس والمظاهر فيشهد ويشاهد بقلب غائب حاضر، وهذا أعلى مراتب التجريد، ثم يتفرد بان لا يشهد شيئا الا ذاته من حاق البرزخية الثانية وهو أعلى مقامات التفريد وعند ذلك يتحقق بحقيقة الجمع بين نفى التفرقة واثباتها، وذلك برؤية المجمل في تفصيله، والتفصيل في جملته في جميع المراتب الحقية والخلقية.
189 - 2 وبهذا يصح أعلى مراتب التوحيد ويتلاشى الحدوث في القدم والعين في العلم ثم يعود الانتهاء إلى الابتداء لاتمام الدائرة، فينصب عموم شواهد آيات للعامة أهل الشريعة، ورسوم قواعد هدايات للخاصة أصحاب الطريقة، وهجوم عوائد عنايات لخاصة الخاصة من أرباب الحقيقة، ليظهر عند الجمع علما وعينا وحقا وحقيقة: الامر كله لله منه ابتدائه وإليه انتهائه وإليه يرجع الامر كله، وهو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم (3 - الحديد) وهذا كله من مقامات قاب قوسين.
190 - 2 واما مقام أو أدنى المختص بسير نبينا سيد الأولين والآخرين، فان ابتداء الشروع في السير فيه كان بعد الانتهاء إلى هنا وسره شهود كل شئ فيه معنى كل شئ، وكيفية حصول هذا السير: ان يتحصل بين الأسماء الذاتية التي هي مفاتيح الغيب واحكامها الوحدانية الثابتة في التجلي الأول وبين الأسماء الكلية الأصلية المتعينة في التجلي الثاني بعد ظهور كمالاتها الاشتمالية والاختصاصية أيضا في سيرها الأول ورجوعها بكمالاتها، اجتماع وامتزاج بحكم سراية المحبة الأصلية في كل منها ومن مظاهرها الروحانية والنفسانية، فيحصل من ذلك الاجتماع بتأثير الذاتيات في الصفاتيات والأصليات في الفرعيات ولد قلب تقى نقى إحدى جمعي محمدي، هو صورة عين البرزخية الأولى الأصلية،