مصباح الأنس بين المعقول والمشهود - محمد بن حمزة الفناري - الصفحة ٦١٠
42 - 5 وإذا عرف أو شهد ما قدر له، وذلك بان يطلع على الحضرة العلمية العمائية المتضمنة كل حقيقة تشم رائحة الوجود بآثارها ولوازمها، عرف مضاهاة حقيقته للحقيقة الجامعة التي ظهر بها وفيها ومنها هذه الحقائق كلها وصورها، إذ الحقيقة الجامعة باعتبار الاسم الجامع المتعين بها والأسماء التفصيلية المندرجة تحته سبب الظهور، وباعتبار الكيفيات القابلية التي فيها محل الظهور، وباعتبار ان الظهور صفتها وابتدأ منها مبدأ الظهور، فان ما قبلها غيب مطلق نسبة البطون والظهور إليه سواسية، لأنهما يتصور ان بالنسبة ولا نسبة ثمة. وعرف صورة الارتباط الكلى الأصلي بين الجميع وبين كيفية الارتباط الذي يقتضيه حقيقته جمعا وتفصيلا. وعرف أولية المراتب صورة انه للعرش ثم الكرسي ثم المركبات إلى آخر المولدات، ومعنى انه للمرتبة الانسانية ثم لأجناسها العالية متنازلة، وايجادا انه للقلم ثم اللوح ثم الهباء ثم الجسم الكل ثم العرش إلى آخره وآخريتها كذلك.
43 - 5 ثم يعلم تقابل النسختين بالذوق الثاني الأتم الذي هو معرفة الأشياء بالله ومن كونها عين الحق، اما باعتبار أحديتها الوجودية في حضرتي الألوهية بطونا والكونية ظهورا، وهو نظر العارف، واما باعتبار ان كثرتها - وان اعتبرت - فهي نسب أسمائية فلا موجود فيها الا الحق، والتعدد في أسمائه، وهو نظر المحقق المعتلى على العارف.
44 - 5 فإذا شهد بأحد هذين الوجهين ان الأشياء أسماء الله تعالى وهى في الحقيقة عين الحق، شهد ان نفسه والمسمى غيرا وهو العالم نفس الحق - لبقاء ما يبقى وفناء ما يفنى - فشهد ان الظاهر بكلا الظهورين التفصيلي والاجمالي الاحدى هو الحقيقة الجامعة المحمدية، وهذا هو سر المماثلة والمضاهاة ومقابلة النسختين، ويعلم اسرار اخر سيتضح عند شرح الأجوبة - إن شاء الله تعالى - 45 - 5 ثم نقول: فمتى حصل للانسان المستبصر المتشوق المذكور ذلك الاطلاع على حقيقته وعلمه بذوق صحيح وكشف صريح، لا يشوبه امكان شبهة كما في الحاصل بالنظر،
(٦١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 615 ... » »»
الفهرست