بين صفتي التمحض والتشكيك كما سيجئ. والواصلون إلى هذه المرتبة المكينة، أي الثابتة، لما صارت ملكة راسخة هم المنتفعون بانسانيتهم، ونشأتهم الانتفاء التام المحمود، واما من سواهم فبحسب قرب نسبتهم من هؤلاء وبعدهم. جعلنا الله ممن أنعم عليهم بالكمال الإلهي والإنساني معنى، كما أنهم صورة، وحققنا وسائر الاخوان بهذا الحال السنى والمقام العلى. آمين.
48 - 5 فالحاصل ان لكمال الانسان ثلاث مراتب كلية:
49 - 5 الأولى للأصل الكمال وهى بالاطلاع على حقائق الأشياء على ما هي عليه في علم الحق سبحانه، وذلك بشهودها وكشفها اما في اللوح مع ارتباط البعض بالبعض، أو في الحضرة العلمية العمائية بطرفيها ووسطها، ثم مراقبتها والحضور معها والعمل بموجب الخواطر المرتبة عليه بميزان شرعي وشهودي.
50 - 5 الثانية للأكملية وهى باستيعاب المعرفة التفصيلية بجميع الأسماء الإلهية وملكة التحقق بها فعلا وانفعالا بحيث لا يمنعه عن ذلك مانع.
51 - 5 الثالثة للتمكن من التكميل لكل من شاء، وذلك باتحاد ارادته بالإرادة الأولى الأصلية التي عليها مدار حال الصور الوجودية كلها ومعانيها القائمة بها.
52 - 5 فالمرتبة الأولى الكمالية هي التي أشار إليها وإلى سرها في التفسير بالتجلي الجمعي بين التجلي الأسمائي باقسامها الثلاثة التي هي بحسب الاسم الظاهر أو الاسم الباطن أو الاسم الجامع بينهما وبين التجلي الذاتي باقسامه الثلاثة التي هي قرب الفرائض والجمع بين القربين والفناء عنهما، وذلك فيما قسم قدس سره التجلي الاحدى المتعدد ظهوره وتعيناته وترتباته بحسب مراتب القوابل واستعداداتها قسمة بحسب حال السالك فقال: إن كان الغالب عليه حكم التفرقة - أعني عدم خلو الباطن عن شوائب التعلقات - فالتجلي يتلبس فيه بحكم الصفة الغالبة الحاكمة على القلب وينصبغ بحكم الكثرة المستولية عليه، ثم يسرى إلى