التوجهات الأسمائية من حيث أعيانهم ومن حيث مظاهرها المثالية والحسية الفلكية والكوكبية باتصالاتها وتشكلاتها المسعودة بعد تحققها في سلطنتها الدورية، إلى تسوية هذا المزاج الإنساني والصورة العنصرية الآدمية وبعد التطورات بالأطوار الأربعة الترابية ثم الطينية بورود الماء وظهور خصائصه فيه، ثم الحمأ المسنون باتصال الهواء ثم الصلصالية بظهور اثر النار.
773 - 4 فإذا تمت التسوية باستعمال إحدى يديه المقدسة المتعلقة بها ظهور حكمته، أنشأ النشأة الأخرى بيمينه المقدسة التي يتعلق بها ظهور آثار قدرته، فنفخ فيه من روحه الأعظم وهو توجه وجه ظهوره الكلى لتدبير هذا المزاج المسوى الكلى واستعمال الملائكة الذين هم كالقوى والاجزاء لهذه اليد اليمنى من غير قصد وحضور معين منهم وتوجه خاص مضاف إليهم، لذا قال: ونفخت فيه من روحي (29 - الحجر) لا كما قال: فنفخنا فيها من روحنا (91 - الأنبياء) 774 - 4 ولما تمت صورة آدم ومعناه وصار روحا لنشأة جميع العالم ومجلى كاملا لظهور صورة الحق وجميع أسمائه الحسنى، اخذ الحق جل جلاله في تكميله وقدم على اجزائه تكميل صورة جمعيته بعلم الأسماء، لان علم كنه الذات ممتنع كما قال: وعلم آدم الأسماء كلها (31 - البقرة) والأسماء على الحقيقة انما هي تعينات نور الوجود، المتحققة بحكم المعاني والحقائق - مفيضا كان أو مفاضا - والألفاظ أسماء الأسماء، فيتأكد قوله تعالى (كلها) دخلت الأسماء اللفظية والرقمية في الأسماء المراد بها التعينات الوجودية مطلقا، ولذا ذكرت بصيغة مختصة بالذوات العاقلة، كلفظة (هم) و (هؤلاء) كأنه تعالى علم آدم حقيقة ذات آدم وما اشتملت عليه حقيقته ووجوده من الأسماء والصفات والحقائق الحقية والخلقية الثابتة في المرتبة الثانية متمايزة - لا الأسماء الذاتية الثابتة في الرتبة الأولى - فإنها مسميات تلك الأسماء المتعلق بها وجود العالم، فعرف به نفسه وبها (1) ربه وكملت ذاته من جهة جمعيته.