755 - 4 إذا عرفت هذا فاعلم أنه لما ظهر اثر النفس الرحماني بصورة العنصر الأعظم وفتق رتق الطبيعة البسيطة من وجه على سبعة أقسام - كما قرر - انقسم كثيفة المركب أيضا على سبعة: أربعة هي الأركان وثلاثة مركبة، منها هي المولدات، وحيث لم يظهر شئ أصلا الا في محل قابل، تعين من حضرة الاسم المقسط للمولدات ثلاث مراتب اعتد إليه من حضرة البرزخية العمائية يكون ظهور كل مزاج حاصلا في مرتبة منها وبحسبها وحكمها، واصل كل مزاج ركن معين وبقية الأركان واردة عليه بحسب سراية اثر المحبة الأصلية في العنصر.
756 - 4 فأول ما تعين الاعتدال المعدني. لأنه أتم مشاكلة لأمهاته من البقاء وقلة القوى وقلة احتياجه إلى الحفظ وبعده عن التغير والفساد، والجزء الأصلي في مزاجه الجزء الناري لمناسبة القرب من البسائط وقوة حكم البساطة فيها، فإذا وردت الأركان الاخر عليه فحصل المزاج، قبل من حضرة الاسم المصور صورة معدنية، ومن الاسم الحي اثر يحفظ تركيبه من الانحلال ويوصله إلى الكمال، اما في مبدأ تمام الصورة فاحتاج في ظهور تمام صورته إلى عمل وعلاج كثير - كالفضة والحديد ونحوهما - واما في وسطه فلم يحتج الا إلى قليل معالجة كالذهب، واما في انتهائه فلم يحتج إلى شئ من المعالجة والعمل - كالياقوت واللعل والمرجان - اما قبل ورود باقي الأركان على الجزء الناري تركبت معه اجزاء اخر نارية فصارت صورا وأمزجة نارية في هذه المرتبة وتعلقت بها أرواح جنية مستورة من غير نوع صورتهم وإبليس مبدئهم وهم صنفان: صنف غلب على مادتهم الاجزاء المظلمة الدخانية فكانت مردة، وصنف غلب عليهم نورية النار فقبلوا به نور الايمان.
757 - 4 ثم اعلم أنه يحصل في المركب المعدني خواص ومنافع لم يكن ذلك في أمهاته التي هي الأركان، كاللون والطعم والتفريح والتقوية والتغذية والزينة وكونه آلة القضاء الحوائج بالذات أو بالعرض ونحو ذلك، وكل ما غلب عليه الجزء الترابي صار مطرحا كالتراب.