وأجسام المولدات، ومبناها تأثير الحرارة في الحركة ثم الحركة في الحرارة، ويحتمل إرادة ان العقول العالية اثرت في تعين الطبيعة الهبائية ثم هي اثرت في تعين النفوس المطمئنة، لو ساعدتها العناية الإلهية فصارت عقولا، ويحتمل إرادة ان حقيقة الحقائق التي هي حضرة أحدية الجمع أظهرت على قضية الحب الأصلي بالتجلي الاجمالي الكمالي الأسمائي صور حقائقها المفصلة بظهور الفرق والتفصيل وبطون الجمع والاجمال في العالم الكبير، ثم بظهور الجمع بين الاجمال والتفصيل في الانسان من حيث ظهور آثار الكل في كل انسان وظهور كل آثار في الانسان الكامل، فحصل به كمال الجلاء والاستجلاء الذي هو كل المراد والمراد من الكل، فصار الانسان الكامل كامل سورة حضرة أحدية الجمع واستحق بذلك خلافته، فالانسان الكامل اثر ونتيجة بصورته ومؤثر ومنتج بحقيقته ومعناه ومرتبته.
688 - 4 فتحقق ان كل مؤثر في الشئ تأثيرا ظاهرا حال كونه مشاهدا بنفس تأثيره في ذلك الشئ لمن كشف له الغطاء عن بصيرته، فتأثيره ذلك في صورة غايته وثمرته مسبوق بتأثره عن معناه وحقيقته، سواء درى ذلك أو لم يدر، لكن من جهتي الصورة والمعنى فلا دور، ويتحقق سر قوله تعالى: وسخر لكم ما في السماوات والأرض جميعا (13 - الجاثية) وفهم منه ان ذلك لكون الانسان الكامل غاية الكل ويتحقق جهة ظهور آدم بالصورة الإلهية، لأنه صورة الحقيقة الجامعة التي هي حضرة أحدية الجمع، والإلهية صفتها وجهة الخلافة التي ظهر آدم ومن بعده من الكمل بها، لان الخليفة يقوم مقام المستخلف، فلا بد من الاتصاف بجمعيته، ويتحقق أيضا حقيقة قول الحلاج:
ولدت أمي أباها ان ذا من اعجبات وانا طفل صغير في حجور المرضعات 689 - 4 كيف يصير بعد توهم استحالته عندك بديهيا أوليا؟ فيحتمل ان مراده بالام الطبيعة، لما ان لها مرتبة الأنوثة في نكاح اجتماع الأرواح من حيث مظاهرها المثالية لتوليد الأجسام البسيطة، وللأرواح مرتبة الذكورة، مع أن تعين الطبيعة الهبائية من